[نقل الحركة]
  وحروف الإطلاق - أي: الواو والألف والياء - هي المتعينة من بين الحروف للترديد والترجيع، قال: فعلى هذا التقديرِ ليس قوله: «القصبا» شاذاً ولا ضرورة، وليس في كلام سيبويه(١) ما يدل على كون مثله شاذاً أو ضرورة، قال: وكان الواجب أن لا يلحق التضعيف المنصوب المنون في نحو: قوله: «تترك ما أبقى الدبا سبسبا» لأن المنصوب المنون لا يضعف كما تقدم(٢)، قال: ولكن الشاعر حمل النصب على الرفع والجر، وقاسه عليهما.
[نقل الحركة]
  (ونقل الحركة فيما) أي: في الحرف الموقوف عليه الذي (قبله ساكنٌ) غير مدغم نحو(٣): الرد والشد؛ لئلا يؤدي إلى فك الإدغام.
  واحترز بقوله: «ساكن» عن المتحرك؛ إذ الحامل على النقل إما الفرار من التقاء الساكنين، أو هو(٤) مع الضِّن بالحركة الإعرابية كما سيتضح، ولا التقاء ساكنين مع تحرك ما قبله، (صحيحٌ) لا معتل؛ لثقل الحركة عليه نحو: زيد وحوض، (إلا) أن تكون الحركة هي (الفتحة) الكائنة (في غير الهمزة) فإنها
(١) بل عبارة سيبويه فيها ما يدل على أنه ضرورة، قال: «وأما التضعيف فقولك: «هذا خالد» و «هو يجعل» و «هذا فرج»، حدثنا بذلك الخليل عن العرب، ومن ثم قالت العرب في الشعر في القوافي «سبسبا» يريد السبسب، و «عيهل» يريد العيهل؛ لأن التضعيف لما كان في كلامهم في الوقف أتبعوه الياء في الوصل والواو على ذلك، كما يلحقون الواو والياء في القوافي فيما لا يدخله ياء ولا واو في الكلام، وأجروا الألف مجراهما لأنها شريكتهما في القوافي ... إلخ، فقوله: ومن ثمة قالت العرب في الشعر في القوافي سبسبا ... إلخ، صريح في أنه ضرورة، وكذا قوله: كما يلحقون الواو والياء في القوافي فيما لا يدخله ياء ولا واو في الكلام. تمت.
(٢) عبارة الرضي: لأن حقه أن يتحرك حرف إعرابه في الوقف ويقلب تنوينه ألفاً لا غير، ومع تحرك حرف الإعراب في الوقف لا لأجل الإتيان بحرف الإطلاق لا يضعف لكن الشاعر ... إلخ. تمت.
(٣) مثال للمدغم، فلا نقل فيه. تمت.
(٤) أي: الفرار من التقاء الساكنين مع الضن - أي: البخل - بالحركة، قال في مختار الصحاح: ضن بالشيء يضن - بالفتح - ضناً - بالكسر - وضنانة - بالفتح، أي: بخل؛ فهو ضنين به. تمت.