المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[نقل الحركة]

صفحة 259 - الجزء 1

  لا تنقل؛ أما في المنون فظاهر؛ لأنه يوقف عليه بقلب التنوين ألفاً على الفصيح كما تقدم⁣(⁣١)، وأما غير المنون⁣(⁣٢) فلأن أصله المنون، وتعريه عن التنوين عارض، هذا⁣(⁣٣) عند سيبويه.

  وغير سيبويه جوزه؛ لكونه مثل المرفوع والمجرور سواء في وجوب إسكان الآخر.

  وأما المنصوب غير المنون المهموز الآخر فقد ثبت النقل فيه اتفاقاً؛ لخفاء الهمزة ساكنة بعد الساكن.

  (وهو) أي: النقل (أيضاً قليل) كقلة التضعيف، إلا في الهمزة فهو كثير فيها؛ لما ذكرنا من خفائها ساكنة بعد الساكن.

  وإنما قل لتغيير بناء الكلمة في الظاهر بتحريك العين الساكنة مرة بالضم ومرة بالفتح ومرة بالكسر، وإن كانت الحركات عارضة، وأيضاً لاستكراه انتقال الإعراب الذي حقه أن يكون في الأخير إلى الوسط.

  وإنما سهل لهم ذلك⁣(⁣٤) الفرارُ من الساكنين، والضنُّ بالحركة الإعرابية الدالة على المعنى، ولو ثبت ذلك في مثل «منذ» من المبنيات فالمسهل الفرار من الساكنين فقط. (مثل: هذا بكُرْ) بنقل الضمة التي على الراء إلى الكاف، (وخبُؤ) بنقل ضمة الهمزة إلى الباء، (ومررت ببكِر وخبِيء) بنقل الكسرة فيهما، (ورأيت الخبَأ) بنقل فتحة الهمزة.

  (ولا يقال: رأيت البكَر) بنقل فتحة الراء؛ لما عرفت من عدم جريان النقل في فتحةٍ غير فتحة الهمزة، (ولا) يقال: (هذا حِبُر) بنقل ضمة الراء إلى الباء، (ولا: من قُفِل) بنقل كسرة اللام إلى الفاء؛ لأدائه إلى الوزن المرفوض، بل يجب


(١) إلا على لغة ربيعة لحذفهم الفتحة أيضاً.

(٢) لمنع صرف أو غيره كالمعرف. تمت.

(٣) أي: عدم نقل الفتحة في غير المنون.

(٤) أي: النقل. تمت.