المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 314 - الجزء 1

  الواو الساكنة أغلب في الزيادة من الياء المتحركة.

  (وأول يَهْيَرٌّ والتضعيف)، في يهير⁣(⁣١) - وهو صمغ الطلح - ثلاثةُ غوالب: الياءان، والتضعيف، فهو إما: يَفْعَلّ أو فَعْيَلّ أو يَفْيَعْل، والأخيران نادران، والأول وإن كان نادراً مثلهما إلا أن سيبويه لم يبال بالتضعيف وجعله كالمخفف لامه، وقال: يَفْعَل موجود كيلمع⁣(⁣٢) ويرمع، وفعيل معدوم؛ ولذلك قال المصنف: فيجب الحكم بزيادة الياء الأولى فيه والتضعيف.

  وانظر لم خص المصنف التضعيف بالذكر مع الأول في يهير، مع عدم تعرضه لمثله في غيره؟ مثلاً: لم يقل فيما سبق: وياء تيحان مع الألف والنون، وفيما يأتي: وهمزة أرونان مع الألف والنون، وغيرهما مما توسط بينهما، (دون) الياء (الثانية) فيجب الحكم بأصالتها.

  (وهمزة أروَنان) يقال: يوم أرونان، أي: شديد الحر، ففيه أربعة غوالب: الهمزة، والواو، والألف، والنون، ولا كلام في زيادة الألف والنون، ويجب الحكم بزيادة همزته (دون واوه) لوجود أفعَلان (وإن لم يأت إلا أنبَخان) بالجيم أو الخاء المعجمة، يقال: عجين أنبخان، إذا سقي ماء كثيراً وأحكم عجنه وأبقي زماناً فارتبى، من النبج، وهو الجدري، وكل ما ينتفط ويمتلئ. وأما فَعْوَلان فلم يوجد منه شيء، فحكم بأصالة الواو.

  (فإن خرجتا) أي: الزنتان الحاصلتان على تقدير أصالة كل من الغالبين وزيادته، ولا شبهة اشتقاق في أحدهما دون الآخر (رجح) تعيين الزائد (بأكثرهما) أي: بأن يكون ذلك الزائد أكثر الغالبين زيادة، (كالتضعيف في تَئِفّان) - بتاء مفتوحة، وهمزة مكسورة، وفاء مشددة - وهو أول الشيء، يقال:


(١) الجار والمجرور خبر مقدم، وقوله: «ثلاثة غوالب» مبتدأ مؤخر. تمت.

(٢) اليلمع: السراب، وما لمع من السلاح، واسم برق خلب، ويرمع: الخذروف الذي يلعب به الصبيان، وهو أيضاً حجارة رخوة إذا فتِّتت انفتت. تمت. من حواشي الرضي.