المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 317 - الجزء 1

  ولا اتصال بينهما في المعنى. (ومن ثم(⁣١) اختلف في يَأجَج ومأْجَج) - بالهمزة كجعفر ـ: اسم أرض، ويأجج غير منصرف إما للوزن والعلمية والتأنيث⁣(⁣٢)، وإما للعلمية والتأنيث.

  ففي كل منهما غالبان في الزيادة: الياء والميم والتضعيف، وتركيب أَجَجَ مستعمل، دون يأج ومأج، وشبهة الاشتقاق تقضي أن يكونا يَفْعَل ومَفْعَلاً، وهما موجودان، لكن يلزم من الحكم بمقتضاها أن يكون الإظهار شاذاً؛ إذ الواجب الإدغام⁣(⁣٣) في مثله، بخلاف الحكم بما يُجَنِّب عن الإظهار الشاذ من أصالة الياء⁣(⁣٤) والميم، فقال المصنف: يرجح الثاني⁣(⁣٥).

  وقال الرضي: يرجح العمل بشبهة الاشتقاق، قال: لأن إثبات تركيب مرفوض في كلام العرب⁣(⁣٦) أصعب من إثبات إظهار شاذ؛ إذ الشاذ كثير، ولا سيما في الأعلام.

  (ونحو: مَحْبب(⁣٧) علماً) لرجل، بالإظهار الشاذ (يقوي) الوجه (الضعيف(⁣٨)) عند المصنف، يعني أنه حُكِمَ بأنه مأخوذ من الحب ترجيحاً لشبهة الاشتقاق مع ما لزم من الإظهار الشاذ.

  (وأجيب) بأن محبباً ليس الحكم فيه بأصالة التضعيف لشبهة الاشتقاق، بل (بوضوح اشتقاقه(⁣٩)) أي: بسبب أن فيه اشتقاقاً واضحاً من الحب، يعني: أن


(١) أي: من أجل الاختلاف في سبب الترجيح. تمت.

(٢) إن حكم بزيادة الياء، وقوله: وإما للعلمية والتأنيث على فرض زيادة الجيم. تمت.

(٣) لأن هذين الوزنين لا يكونان للإلحاق لما ذكرنا أن الميم والياء تطرد زيادتهما في أول الكلام لمعنى، وما كان مطرداً زيادته لمعنى لم يكن للإلحاق. تمت.

(٤) إذ هو حينئذ للإلحاق، وما كان للإلحاق لا يدغم؛ فليس الإظهار شاذاً. تمت.

(٥) أي: الحكم بما يجنب عن الإظهار الشاذ، فوزنهما عنده فعلل. تمت.

(٦) وهو يأج ومأج. تمت.

(٧) كمقعد. تمت. قاموس.

(٨) وهو الأخذ بشبهة الاشتقاق لاتفاقهم على أنه مفعل، فلو رجح بالإظهار لقيل: وزنه فعلل. تمت.

(٩) وللخصم أن يقول: يأجج أيضاً واضح الاشتقاق من أجَّ مثل مَحْبب من حبَّ. تمت.