المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة اللام]

صفحة 318 - الجزء 1

  عادة العرب في التسمية بالمشتقات ونحوها ملاحظة المعاني الأصلية كالحسن والفضل كما قرر في مظانه.

  (فإن) لم يتعارض الإظهار الشاذ وشبهة الاشتقاق بأن (ثبتت) شبهة الاشتقاق فيهما⁣(⁣١) معاً، أو لم تثبت في شيء منهما، أو ثبتت في أحدهما لكن تكون حاكمة بما يحكم به الإظهار الشاذ (فبالإظهار) يحكم (اتفاقاً)؛ لوجود المقتضى⁣(⁣٢) وعدم المعارض، (كدالِ مهْدَدَ) - علم لامرأة - فإن كلاً من: مَهَدَ وهَدّ موجود، لكن يجب الحكم بأصالة الميم ليكون ملحقاً بجعفر فلا يكون الإظهار شاذاً، وهذا مثال للقسم الأول⁣(⁣٣)، ولم يحضرني مثال للآخرين.

  (فإن لم يكن) في الكلمة (إظهار)، وثبت في أحدهما فقط شبهة الاشتقاق، ولم يعارضها أغلب الوزنين (فشبهة الاشتقاق) ترجح تعيين الزائد، (كميم مَوْظَب) مع الواو، وهو علم لبقعة، غير منصرف، فإنك إن جعلته مفعلاً كان من وظب، وهو بناء مستعمل؛ يقال: وظب على الشيء وظوباً، أي: دام، وإن جعلته فوعلاً كان من مظب وهو غير مستعمل فحكم بزيادة الميم.

  (و) كذلك (مَعْلَى) لأنك إن جعلت الميم زائدة كان من على، وهو مستعمل، وإن جعلتها أصلية كان من: مَعَلَ وهو غير مستعمل.

  قيل: فيه نظر؛ لأنك تقول: معلت الشيء، إذا أخذته بسرعة.

  ومثل بمثالين تنبيهاً على أنه إذا لم يعارض شبهة الاشتقاق أغلب الوزنين رجح بشبهة الاشتقاق، سواء عارضها أقيس الوزنين كما في موظب⁣(⁣٤)، أو لا كما في مَعلى.


(١) أي: في الحرفين. تمت. أي: في كلا التقديرين: تقدير الزيادة وتقدير الأصالة. تمت.

(٢) وهو الإلحاق، وقوله: وعدم المعارض وهي الشبهة. تمت.

(٣) وهو ما ثبتت شبهة الاشتقاق فيهما معاً.

(٤) وذلك لأن قياسه كسر العين لأنه مثال. تمت.