تخفيف الهمزة
  حينئذ (وحذفت) الهمزة. ولم تُجعل بين بين لئلا يلزم شبه الساكنين، فلا تجعل الهمزة بين بين إلا في موضع لو كان مكانها فيه ساكن لجاز(١)، إلا مع الألف وحدها كما تقدم(٢) للضرورة، كذا قال الرضي.
  وهو منقوض بجعلها بين بين في «مستهزئون(٣)» كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  ولم يبدلوها(٤) حرف علة بلا نقل حركة ولا بعد نقلها، قال سيبويه: لأنهم كرهوا أن يدخلوها في بنات الواو والياء(٥). (نحو: مسلة) في: مسألة (والخب) في: الخبء (وشي) في: شيء (وسَوٍ) في سَوْءٍ؛ فنقلت فيها(٦) لقبولها الحركة؛ لأن فاء الكلمة وعينها ولامها أصلها قبول الحركة. (وجَيَل) في: جيأل، وهو الضبع (وحَوَبَه) في: حَوْأَبة - بالحاء المهملة - وهي القرية الواسعة(٧)، نقلت فيهما لقبولهما الحركة؛ لأنَّ ما للإلحاق في مقابلة حرف أصلي. وأبيَ يوب في: أبي أَيوب(٨) (وأَبُوَ يُّوب) في: أبو أيُّوب (وذُوَمْرِهم) في: ذو أَمْرهم، نقلت فيها لأن الواو والياء من أصل الكلمة، فهما قابلتان للحركة.
  (وابتغيَ مرَه) في: يا هند ابتغي أمره، و «ابتغوَا(٩) امره» في: يا قوم ابتغوا أمره، ومسلمي(١٠) بيك (وقاضو(١١) بيك) في: مسلمي أبيك، وقاضو أبيك. وقاتِلوُ
(١) وهنا لا يجوز سكون ما قبلها.
(٢) نحو: قائل وكساء. رضي.
(٣) فإنها جعلت فيه بين بين مع أنه لو كان مكانها ساكن لم يجز؛ لملاقاتها واو الجمع الساكنة. ويمكن أن يقال: مراد الرضي من قوله: «فلا تجعل الهمزة.» إلخ الهمزة التي قبلها ساكن؛ بقرينة السياق، وقرينة ما سيأتي من تخفيف مستهزون.
(٤) عطف على قوله: «ولم تجعل بين بين.» إلخ.
(٥) أي: الذي عينها أو لامها واو أو ياء.
(٦) أي: في الأمثلة.
(٧) وهو اسم ماء أيضاً، والواو فيه والياء في «جيأل» للإلحاق بجعفر.
(٨) والفرق بين هذه الأمثلة وبين ما تقدم أن ما تقدم في كلمة، وهنا الثقل في كلمتين.
(٩) والياء والواو للضمير.
(١٠) هذا المثال وما بعده في ياء الجمع وواوه.
(١١) جمع قاض، والأصل قاضون، حذفت النون لأجل الإضافة. جاربردي