المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

تخفيف الهمزة

صفحة 41 - الجزء 2

  (وأوادم) في جمع آدم، مثال المفتوحة المفتوح ما قبلها [ولو بنيت من الأَمِّ مثل أفْعَل قلت: هو أَوَمَّ منك].

  وعند المازني أن المفتوحة المفتوح ما قبلها تقلب ياء، فتقول في أفْعَل من الأمِّ: أيَمَّ منك.

  (وأويدم) في تصغير آدم، مثال المفتوحة المضموم ما قبلها.

  ولم يمثل للمضمومة، ومثالها مفتوحاً ما قبلها «أوُمَّ» في المبني من: أمَمْت أؤُمُّ، ومضموماً ما قبلها «أُوُمُّ» في المبني من: أمّ على مثال أُبْلُم.

  وقلنا: «ولم تكن الثانية لاماً» لأنها لو كانت لاماً قلبت ياء مطلقاً⁣(⁣١) بأي حركة تحركت؛ لأن الآخر محل التخفيف، والياء أخف من الواو، وأيضاً فمخرج الياء أقرب إلى مخرج الهمزة من مخرج الواو، فتقول في مثل جعفر من قرأ: قرْأيٌ⁣(⁣٢)، قرْأيان، قرْأيون.

  ومن هذا يعلم أن التمثيل⁣(⁣٣) بـ «جاء» ليس نصاً في المقصود، بخلاف ما ذكرنا من مثال «إينّ» على وزن «إجرِد».

  (ومنه) أي: مما اجتمع فيه همزتان (خطايا) ونحوها من كل جع أقصى لفعيلة مهموز اللام، لكن ذلك ليس منه إلا (في التقدير الأصلي) لا في الحال، ولا في التقدير المتفرع على الأصل، وذلك أنها جُمعت «خطيئة» على «خطايئ» بهمزة بعد ياء، وياء فعيلة تقلب في الجمع الأقصى همزة⁣(⁣٤) كما يجيء في باب الإعلال إن شاء الله تعالى، فبعد قلبها اجتمعت همزتان، فقلبت الثانية ياء؛


(١) سواء انضم ما قبلها أو انفتح أو انكسر.

(٢) الظاهر أن قَرْأَي بالألف؛ لوجوب انقلاب الياء ألفاً. منه ¦. لعله لتحرك الياء وانفتاح ما قبلها.

(٣) للمكسور ما قبلها ليس نصًّا؛ لاحتمال أن تكون قلبت ياء لكونها لاماً.

(٤) وهذا هو التقدير الأصلي.