المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 56 - الجزء 2

  قال الرضي: قال سيبويه: بعض العرب يقول: يا زيدُ ايأس - بالياء - تشبيهاً بـ «قُيْل» مشماً، واستضعفه سيبويه، وقال: يلزم فيه أن يقال: «يا غلام اوجل» بالواو مع كسر ما قبلها.

  ولهم أن يفرقوا باستثقال الواو في أول الكلمة مع كسر ما قبلها، بخلاف الياء المضموم ما قبلها؛ إذ ثبت له نظير نحو: قيل. واشترطنا سكون كل منهما⁣(⁣١) إذ لو تحركتا لم تقلبا؛ لقوتهما بالحركة، نحو: إوزَّة، ويا زيد يسرت، فلا تجذبهما حركة ما قبلهما إلى ناحيتهما، وكأن المصنف اكتفى عن اشتراط سكونهما بالمثال على أن يؤخذ على جهة القيدية.

  (وتحذف الواو) التي هي فاء (من) مضارع الثلاثي الذي على يَفْعِل - بكسر العين - (نحو: يعِد ويَلِد) مضارعي وَعدَ وَوَلد؛ (لوقوعها بين ياء) مفتوحة (وكسرة أصلية) سواء كانت موجودة في الحال كما مر، أو في الأصل كـ «يضع» مضارع وضع؛ فإن قياسه كما تقدم يَفْعِل - بكسر العين - لكونه مثالاً واوياً. وإنما حذفت الواو المذكورة لمجامعتها للياء على وجه لم يمكن إدغام إحداهما في الأخرى⁣(⁣٢) كما أمكن في طي⁣(⁣٣)، ولا سيما والكسرة بعد الواو، والكسرة بعض⁣(⁣٤) الياء، وكونِ⁣(⁣٥) حركة ما قبل الواو غير موافقة له كما إذا كانت مضمومة نحو: يُوعِد مضارع أوعد، مع كون ذلك في الفعل الثقيل معنى لدلالته على الحدث والزمان، ولفظاً بما يتصل بأوله من حروف المضارعة ويلحق بآخره من الضمائر، فلو كان ذلك في الاسم لم يحذف الواو، كما لو بنيت مثل يقطين من الوعد فإنك تقول: «يوعيد»


(١) أي: الواو والياء.

(٢) لاستلزامه الابتداء بالساكن.

(٣) مصدر طوى، فأصله طويٌ، ولا تحذف الواو منه، بل تقلب ياء وتدغم في الياء؛ قصداً للتخفيف كما سيأتي.

(٤) فكأن الواو جامعت ياءين، وهو مستثقل مع الياء الواحدة فكيف بهذا!

(٥) عطف على «مجامعتها».