المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 57 - الجزء 2

  بإثبات الواو. وحذفت الواو دون الياء لأنها أثقل، مع أن الياء علامة المضارع. وأيضاً الثقل حصل من الواو لأنها الثانية.

  (ومن ثم) أي: ومن جهة أنه يجب حذفها إذا وقعت بين ياء مفتوحة وكسرة أصلية (لم يبن) فعل - بفتح العين - من المضاعف المعتل فاؤه بالواو (نحو: «وَدَدْتُ» بالفتح)، بل على فعل - بالكسر - نحو «وَدِدْتُ»؛ لما علمت أن مضارع المثال الواوي من الثلاثي في المفتوح العين على يفعِل، فترك بناؤه (لما يلزم من إعلالين) لو بُني (في) مضارعه - أعني (يَدُّ) - وهما: الإدغام للمثلين، والإعلال لوقوع الواو بين ياء وكسرة أصلية. وتسمية الإدغام إعلالاً تغليب كالعمرين وهم يستكرهون اجتماع الإعلالين في الثلاثي.

  ومما ذكره هنا⁣(⁣١) ومن قوله فيما سيأتي: و «يَوجَل على الأصل» يعلم أن قوله في المضارع في فَعِل بكسر العين: «أو كسرت إن كان مثالاً» معناه أنه قد يجيء الكسر في مثال الواوي، لا أنه قياسه كمثال فَعَل - بفتح العين - الواوي، وإلا لكانت الواو فيه⁣(⁣٢) تقع أيضاً بين ياء وكسرة أصلية، فلا يجوز بناء نحو «وددت» منه، كما لا يجوز من المفتوح العين.

  (وحمل أخواته) التي لا ياء فيها (من نحو:) أنت (تعدِ، و) نحن (نعدُ، و) أنا (أعد، وصيغة أمره) نحو: «عد» في وجوب الحذف وإن لم تقع الواو فيها بين ياء وكسرة (عليه) أي: على نحو: «يعد»؛ طرداً للباب في المضارع، والأمر مأخوذ منه. (ولذلك) أي: ولأجل أنها لا تحذف إلا إذا وقعت بين ياء وكسرة أصلية، وقد وجدت محذوفة في «يضع» و «يسع» مع الفتحة (حملت فتحة يضع ويسع على العروض) حتى يحصل موجب الحذف، يعني أن في كل منهما كسرة أصلية، لكنها فتحت لعارض وهو حرف الحلق، أما كون فتحة يضع عارضة


(١) أي: في قوله: «لم يبن» نحو: وددت بالفتح.

(٢) أي: في فعل بكسر العين.