المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 58 - الجزء 2

  فلأنه مثال واوي من فَعَل، وقد عرفت أن قياسه «يفعِل» بكسر العين، وأما فتحة «يسع» فقد تبين بحذف الواو أنه كان عينها مكسورًا كومِق يمِق، لكن فتحت لحرف الحلق.

  (و) حملت فتحة (يوجل) مضارع «وجِل» مكسور العين (على الأصل) لعدم حذف الواو فيه، فيحمل على ما هو أصله، أعني فتح عين مضارع فعِل.

  (وشبهتا) أي: فتحة يضع ويسع، وفتحة يوجل (بالتجارِي) مصدر تجارى يتجارى (والتجارِب) جمع تجربة، يعني شبهت فتحة يضع ويسع بكسرة التجاري فإنها عارضة مثل فتحتيهما؛ إذ أصله الضم؛ لأن مصدر تفاعل تفاعُل، كتضارُب، لكن كُسِرت لوقوعها قبل الياء كما سيأتي. وفتحة «يوجل» شبِّهت بكسرة التجارب فإنها أصلية.

  (بخلاف الياء) إذا وقعت في المضارع بين ياء وكسرة فإنها لا تحذف كالواو (نحو: يَيئِس) مضارع يئِس كحسِب يحسب، (ويَيْسِر) مضارع يَسَر - بفتح العين -؛ لأن اجتماع اليائين في الثقل ليس كاجتماع الواو والياء.

  (وجاء يَئِسُ) بحذف الياء، حكى سيبويه في لغتين⁣(⁣١) حذف الياء، وهما: يسَر البعيرَ يسِرُه، من اليَسَر، ويئس يئسُ، وهما شاذان.

  (وجاء) عن بعض العرب قلب الياء الواقعة في المضارع بين الياء المفتوحة والفتحة فقط ألفاً نحو (يائَسُ) في ييأس - بالفتح - مضارع يَئِس أيضاً؛ حملاً للياء على الواو في نحو: ياجل. قال الرضي: ولا يكون ذلك إلا في المفتوح العين. فمن ثم قلنا: فقط.

  (كما جاء) في ايتعد وايتسر في بعض اللغات عدمُ قلب الواو والياء تاء، وقلبُهما ألفاً في المضارع؛ لوقوعهما بين الياء المفتوحة والفتحة (نحو: ياتعد وياتسر. وعليه)


(١) أي: في كلمتين.