المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[بيان إعلال الواو والياء إذا كانتا فائين]

صفحة 59 - الجزء 2

  أي: على مذهب من لا يقلب الواو والياء تاء في اتعد واتسر، بل أبقاهما وقلبهما ألفاً في المضارع (جاء موتعد وموتسر في) اسم الفاعل، لا متعد ومتسر، قوله: (لغة الشافعي) يعني أن الشافعي كان يتكلم به كثيراً.

  (و) قياس مضارع المثال الواوي من فعِل - بكسر العين - بقاء الواو على حاله؛ لعدم ما يوجب تغييرها، لكون الواقع بعدها فتحة أصلية، لكنه (قد شذ في مضارع وجِل يَيْجل) بقلب واوه ياء؛ لأن الياء أخف من الواو (وياجل) بقلب واوه ألفاً؛ لأن في وقوعه⁣(⁣١) بين الياء والفتحة ثقلاً، لكن ليس الثقل بحيث تحذف الواو له. (ويِيْجل) بكسر ياء المضارعة وقلب الواو ياء، كأنه استشنع قلب الواو ياء لا لعلةٍ ظاهرةٍ، فكسر ياء المضارعة ليكون انقلاب الواو ياء لوقوعها بعد الكسرة. وليس الكسرة فيه كالكسرة في تِعْلَم ونِعلم؛ لأن من يكسر ذلك لا يكسر الياء⁣(⁣٢).

  قال الرضي: وظاهر كلام السيرافي وأبي علي يدل على أن قلب واو نحو «يوجل» ألفاً أو ياء قياس وإن قل، وهذا خلاف ظاهر قول المصنف، أعني قوله: وشذ ... إلخ.

  (وتحذف الواو) جوازاً (من) مصدر الفعل الذي تحذف في مضارعه؛ تشبيهاً له بالفعل لاتصاله به، لكن لضعف سبب الحذف فيه يجب أن يعوض عن المحذوف هاء التأنيث في الآخر، كما في (نحو: العدة والمقة) مصدري وعد وومِق، وإنما كسرت العين لأن الساكن إذا حُرِّك فالأصل الكسر، وأيضاً ليكون كعين الفعل الذي أجري هو مُجراه، فلهذا لم تجتلب همزة الوصل بعد حذف الفاء.


(١) أي: واو يوجل.

(٢) لاستثقالهم الكسرة على الياء.