المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 61 - الجزء 2

  أو حكماً؛ لكون⁣(⁣١) الفتحة مناسبة للألف، مع كون ذلك في الفعل الثقيل أو في شبهه؛ ولذلك قال: (في فعل ثلاثي أو محمول عليه) يعني أو في فعلٍ محمولٍ على الفعل الثلاثي. والمحمول عليه ما ينفتح الواو والياء فيه بعد حرف ساكن كان مفتوحاً في الماضي الثلاثي، كذا فسره الرضي.

  وحينئذ يكون نحو: «اختار» و «انقاد» خارجًا عن الأقسام⁣(⁣٢) التي ذكرها المصنف. ولو قال: «في فعل⁣(⁣٣) أو اسم محمول عليه» واقتصر عليه لكان أشمل وأخصر.

  (أو في اسم محمول عليهما) أي: على الفعل الثلاثي، بأن يوازنه، أو على الفعل المحمول على الثلاثي: إما بأن يوازنه في عدد الحروف والحركات المعينة وإن باينه في تعيين الزيادات وأمكنتها كما سيتضح، أو يكون مصدراً قياسياً له جارياً على نمطه⁣(⁣٤) في ثبوت زياداته في مثل مواضعها من الفعل، (نحو: باب وناب) مثال الاسم المحمول على الفعل الثلاثي، أصل الأول: بَوَبٌ، والثاني: نَيَبٌ؛ بدليل أبواب وأنياب. (وقام وباع) مثال الفعل الثلاثي، أصل الأول: قَوَم، والثاني: بَيَع. (وأقام وأباع) مثال الفعل المحمول على الفعل الثلاثي، أصلهما: أقوَم وأبيَع، نقلت حركتهما إلى ما قبلهما وقلبتا ألفاً.

  (والإقامة، والاستقامة، ومَقام، ومُقام) مثال الاسم المحمول على الفعل الثلاثي، فالأولان من المصدر الذي ذكرنا؛ فإن إقواماً واستقواماً مصدران قياسيان جاريان على نمط أقام واستقام في ثبوت الهمزة فيهما⁣(⁣٥) في الأول،


(١) علة للتهيؤ.

(٢) لأنه ليس بثلاثي ولا محمول عليه، بل علته في نفسه.

(٣) أي: لو قال: «في فعل» واقتصر على ذلك ولم يقيد الفعل بقوله: «ثلاثي»، ولم يعطف عليه «أو محمول عليه» أي: أو فعل محمول عليه - لكان أشمل؛ لأنه يدخل في إطلاق الفعل نحو اختار وانقاد، والاختصار ظاهر.

(٤) النمط - محركة -: الطريق.

(٥) أي: في إقامة واستقامة في أولهما، والسين في الثاني والتاء في الثالث في استقامة فقط.