المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[إعلال العين]

صفحة 68 - الجزء 2

  كما حذف أول المثلين في أَحسْتُ ومَسْتُ؛ لأن حق المثلين الإدغام، فلما امتنع حذفت الأولى لأنه⁣(⁣١) أشبه شيء بالإدغام.

  (وأما امتناعهم) من الإدغام (في يُحْيِيْ ويَسْتَحْيِيْ) مع عدم وجود سبب الإعلال المانع من الإدغام (فلئلا ينضم ما رُفض ضمه) وهو الياء⁣(⁣٢) في المضارع، أو لعدم لزوم حركة الثانية؛ فإنه شرط في جواز الإدغام في مثله⁣(⁣٣) كما يجيء إن شاء الله تعالى.

  واستطرد ذكر حكم للمضاعف الواوي من الثلاثي فقال: (ولم يبنوا من باب قوي مثل ضرب) يعني فعَل - بفتح العين - (ولا) مثل (شرُف) يعني فعُل - بضم العين - (كراهة) اجتماع الواوين مع تعذر الإدغام حالة الإسناد إلى المضمر المرفوع المتحرك (نحو: قوَوْتُ، وقَوُوْتُ).

  وأما في غيرها⁣(⁣٤) فلا اجتماع في المفتوح؛ إذ تنقلب الثانية ألفاً تقديماً للإعلال على الإدغام. واجتماع الواوين في المضموم وإن كان حاصلاً لكنه لا يتعذر الإدغام نحو قوّ في قَوُوَ.

  ويشعر كلام المصنف بأنه يبنى مثل ضرب وشرُف من نحو حيي، والثاني معلوم عدم مجيئه.

  قال الرضي: لم يأت من الأجوف اليائي على فعُل إلا هيُؤ. وينظر في الأول⁣(⁣٥).

  (ونحو: القوة والصُّوة(⁣٦)) وهي العَلَم في الطريق (والبَوّ) وهو جلد ولد البعير المملوء تبناً (والحُوِّ) - بالحاء المهملة المضمومة - وهو جمع الأحوى،


(١) أي: الحذف.

(٢) الأخيرة.

(٣) أي: فيما كان عينه ولامه ياءين.

(٤) أي: غير حالة الإسناد إلى الضمير المرفوع المتحرك.

(٥) أي: مثل ضرب من حيي.

(٦) الصوة - بالضم - واحدة الصوى وهي الأحجار المنصوبة علامات في الطريق.