المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[قلب اللام إذا كانت واوا ياء]

صفحة 104 - الجزء 2

  وقِنية من الواوي؛ لقولهم: قنوت، والأولى أن يقال: هو من قَنَيْت⁣(⁣١)؛ لأن لامه ذات وجهين.

  ولما كانت هذه الياء التي تنقلب عن الواو قد تُعل بعد ذلك أيضاً بقلبها ألفاً في لغة طيء في بعض الحالات⁣(⁣٢) ذكر حكمها في هذا الموضع.

  ثم لما كان هذا الحكم عند طي عاماً لها ولغيرها من الياءات عمم الحكم، وإلا فلا مناسبة لذكر إعلال الياء في أثناء إعلال الواو، اللهم إلا أن يقال: الجامع كون كل منهما مكسوراً ما قبله فقال:

  (وطيء تقلب الياء) جوازاً (في باب: رضي ودُعِي وبَقِي) يعني به كل ما فيه ياء مفتوحة فتحة غير إعرابية، سواء كانت بنائية كما في الأمثلة، أو من بنية الكلمة كناصاة في ناصِيَة، وسواء كانت الياء أصلية كبَقِي ورُمِي، أو منقلبة عن الواو كرَضِيَ ودُعِيَ⁣(⁣٣) (ألفاً) فراراً من الياء في الآخر بعد الكسرة.

  ومن هذا النوع المختص بالواو ما ذكره بقوله: (وتقلب الواو) لاماً أو غيرها مما هو من الكلمة (طرفاً بعد ضمة).

  قوله: «طرفا» لا إذا كانت في حكم الوسط لمجيء حرف لازم - كتاء التأنيث في نحو: عُنْصُوة⁣(⁣٤) وقَمَحْدُوَة، والألف والنون لغير المثنى نحو: أفُعُوان وأٌقْحُوُان - فإنها لا تقلب، إلا أن تكون الضمة التي قبلها على واو أيضاً⁣(⁣٥) مثل: «قَوُوَان» على مثال السَّبُعان فيقال: قَوِيان.


(١) فلا وجه لشذوذه، بل يحمل على أنه من «قنيت» اليائي.

(٢) يعني كلما كان فيه ياء مفتوحة فتحة غير إعرابية كما سيأتي للشارح.

(٣) وذلك لأنهم استثقلوا الكسرة فقلبوها فتحة فانقلبت الياء ألفًا، وذلك مختص بالأفعال دون الأسماء كالقاضي، فيقولون: رَضَا وبَقَا ودُعَا في مجهول دعا. جاربردي.

(٤) العنصوة: الخصلة من الشعر. صحاح.

(٥) أي: كما أن المتطرفة واو.