[العلامات التي بها يعرف الإبدال]
  (وبقلة استعماله) أي: اللفظ الذي فيه البدل بالنسبة إلى استعمال لفظ آخر. يعني إذا كان لفظان بمعنى واحد، وأحدهما أقل استعمالاً من الآخر، ولا فرق بينهما لفظاً إلا بحرف في أحدهما يمكن أن يكون بدلاً من الحرف الذي في مثل ذلك الموضع من الأكثر استعمالاً (كالثعالي) جمع الثعلب، فإنه بمعنى الثعالب، والأول أقل استعمالاً من الثاني - فإن ذلك الحرف الذي في الأقل بدل من الذي في الأكثر. ولو قيل في هذه الثلاثة الأمثلة ونحوها: إنه يعرف الإبدال فيها بأصل اللفظ - لكان أخصر.
  (وبكونه) أي: اللفظ الذي فيه حرف (فرعاً) للفظ آخر فيه حرف آخر مكان حرف اللفظ الأول، كالمصغر للمكبر (والحرف) الذي اختلف فيه الأصل والفرع (زائد، كضويرب) في ضارب فإنه فرع لضارب، وكل من الألف فيه والواو في ضويرب زائد، فيعرف أن الواو في ضويرب بدل من ألف ضارب.
  (وبكونه) أي: اللفظ الذي فيه حرف (فرعاً) للفظ آخر فيه حرف آخر في مكان حرف اللفظ الأول (وهو أصل) أي: والحال أن ذلك الحرف المخالف لما في اللفظ الأول من الأصول التي هي الفاء والعين واللام (كمُوَيهٍ) في تصغير ماءٍ فإنه فرع له، والحرف من الأصول، أعني الألف والهمزة، فبالتصغير يعرف أن أصلهما الواو والهاء، أبدلتا ألفاً وهمزة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  والحاصل أن الحرفين اللذين فيهما الاختلاف في اللفظين إن كانا زائدين فما في الفرع هو البدل، وإن كانا أصلين فما في الأصل هو البدل.
  ولا يخفى أن العبارة قاصرة عن تأدية هذا المعنى؛ إذ لا يعلم منها إلا أنه يعرف بما ذكر كون الحرف في أحد اللفظين لا على التعيين(١) بدلاً من الآخر.
(١) ولا يعرف أيهما بدل من الآخر، بل معرفة ذلك موقوفة على شيء آخر وهو أن ينظر في الفرع فإن زال منه موجب الإبدال الذي في الأصل، كما زال في مويه علة قلب الواو ألفًا بانضمام ما قبلها، وعلة قلب الهاء همزة وهو وقوع الهاء التي هي كحرف العلة بعد الألف التي كالزائدة عرفت أن =