[تقسيم الحروف المتقاربة باعتبار الصفات]
  (ومُثِّلا) أي: المجهور والمهموس ليحصل الفرق بينهما بالانحصار في المجهورة وعدمه في المهموسة (بققق وككك) يعني بأن يكرر الحرف مفتوحاً أو مضموما أو مكسورا، رفعت صوتك بها أو أخفيته، فإنك ترى الصوت يجري ولا ينقطع، ولا يجري النفس في الأول إلا بعد انقضاء الاعتماد وسكون الصوت، أما مع الصوت فلا يجري؛ لما تقدم من شدة الاعتماد فيها، بخلاف الثاني فإن النفس يجري كما يجري الصوت؛ لضعف الاعتماد كما تقدم. وإنما كرر الحرف في امتحان الفرق لأنك إذا نطقت بواحد من المجهورة غير مكرر فعقيب فراغك منه يجري النفس بلا فصل، فيظن أن النفس إنما خرج مع المجهور لا بعده، فإذا تكرر وطال زمان الحرف ولم يخرج مع تلك الحروف المتكررة نفس عرفت أن النطق بالحرف هو الحابس للنفس. وإنما حركت الحروف لأن التكرر من دون الحركة محال. وكذا لو أشبعت الحركات حتى تتولد الحروف نحو قا قا قا، و قي قي قي، و قو قو قو؛ لأن الواو والألف والياء أيضاً مجهورة فلا يجري مع صوتها النفس. (وخالف بعضهم) فيما ذكرناه من أن جميع حروف «ظِلّ قوٍّ رَبَضٌ إذ غزى جند مطيع» مجهورة، وجميع ما عداها مهموسة، (فجعل) السبعة الحروف التي خمسة منها من الرخوة وهي: (الضاد والظاء والذال والزاي والغين) المعجمة، (و) اثنان مما بين الشديدة والرخوة، وهما: (العين) المهملة (والياء من المهموسة، و) جعل (الكاف والتاء) اللتين هما من الشديدة (من المجهورة) فتكون المجهورة عنده هي حروف: ولمن أجدك قطبت(١)، (و) هذا البعض (رأى أن الشدة تؤكد الجهر) والرخاوة تنافيه. وليس بشيء؛ لأن الشدة أن لا يجري الصوت بالحرف عند إسكانه، والرخاوة أن يجري الصوت بالحرف عند
(١) هذا الضابط لا يشمل الراء والألف مع أنهما على هذا القول من المجهورة، والأولى أن يقال: ولمن أجارك قطبت.