[أحكام تختص بتاء افتعل]
  وقلنا: «إذا اتفقت حركتهما» لأنها إذا اختلفت كما في المبني للمفعول نحو: «تُتَحمّل» لم يجز الإدغام؛ لاختلاف الحركتين، فلا يستثقلان كما تُستثقل الحركتان المتفقتان.
  (و) قد تُدغَم (تاء تفَعّل وتفاعل) الماضيين (فيما تدغم فيه التاء) من الحروف التسعة (فتجب همزة الوصل ابتداءً) لعدم إمكان الابتداء بالساكن كما عرفت، فالطاء نحو: (اطَّيَّروا، و) الزاي نحو: (ازينوا، و) الثاء نحو: (اثَّاقلوا)، والدال نحو: ادَّارأوا، والتاء نحو: اتَّرس، والظاء نحو: اظَّالموا، والذال نحو: اذّاكروا، والصاد نحو: اصابرتم، والسين نحو: اسَّمَّع، وهذا الإدغام مطرد في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسمي الفاعل والمفعول.
  واعلم أنها لا تدغم التاء في نحو(١): استطاع واستدان؛ لأن الإدغام يقتضي تحريك السين التي لا تتحرك ولا حظّ لها في الحركة.
  وأيضاً فإن الثاني في حكم السكون لأن حركته عارضة منقولة إليه مما بعده(٢)، وقد قرأ حمزة قوله تعالى: {فما اسْطَّاعوا أن يظهروه} بالإدغام(٣)، وخطأه النحاة، فأشار المصنف إلى مخالفته للقياس بقوله: (ونحو: اسْطَّاع مدغماً مع بقاء صوت(٤) السين نادرٌ) قال أبو علي: لما لم يمكن إلقاء حركة التاء على السين التي لا تتحرك أبداً جُمع بين ساكنين. ولم تظهر لي فائدة يعتد بها لقوله: «مع بقاء صوت السين».
(١) يريد أنه إذا وقع في باب الاستفعال بعد التاء أحد هذه الحروف فلا تدغم التاء فيها، سواء كانت تلك الحروف ساكنة نحو: استدرك واستطعم؛ لفقد شرط الإدغام [وهو تحرك الثاني] أو كانت تلك الحروف متحركة؛ لأن فاءها وإن تحركت لكنها في نية السكون. جاربردي
(٢) لأن أصل استطاع: استَطْوَع. تمت.
(٣) من دون تحريك السين.
(٤) قوله: «مع بقاء صوت السين» أي: ساكنة. ابن جماعة