المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الحذف]

صفحة 191 - الجزء 2

[الحذف]

  ولما فرغ من الإدغام شرع في الحذف، واعلم أنه قد يفر من اجتماع المثلين⁣(⁣١) أو المتقاربين⁣(⁣٢) لتعذر الإدغام أو استثقاله إلى حذف أحدهما، وأن صاحب المفصَّل جعل البحث عن ذلك ذيلاً لصنف⁣(⁣٣) الإدغام، وذكر أكثر ما ذكره المصنف هنا، وكأن المصنف لما رأى كثرة الحذف لأحد المثلين أو المتقاربين ولغيره مع كون البحث عنه بحثاً عن أحوال البناء استحسن جعله باباً مستقلاً من أبواب التصريف، فعدَّه في أحوال الأبنية كغيره من أبواب التصريف، ثم ذكره هنا تفصيلاً كذلك⁣(⁣٤).

  ولماَّ كان أكثره قد تقدم ذكره على سبيل التبعية: بعضه في أثناء أبواب التصريف - كما ذكر منه في التصغير والنسبة وغيرهما - وبعضه في أثناء أبواب النحو - كالترخيم وغيره⁣(⁣٥) - وبعضه لم يتقدم له ذكر، وهو بعض ما فُرَّ إليه من اجتماع المثلين أوالمتقاربين - اكْتَفَى⁣(⁣٦) بالإشارة إلى ما تقدم بقوله: «قد تقدم» أي: جنس كل منهما⁣(⁣٧)، ولا يلزم منه تقدم جميع أفرادهما، وصرح هنا بما لم يتقدم له ذكر من ذلك.

  ثم أعاد الإشارة إلى ما تقدم منه، أعني ما فُرَّ فيه مما ذُكِر⁣(⁣٨) إلى الحذف - بقوله: «ونحو: تبشروني ... إلخ» تذكيراً لما تقدم منه بخصوصه، ودفعاً لتوهم أنه قصد أنه لم يجيء منه إلا ما ذكر هنا فقال: (الحذف الإعلالي) يعني: ما حُذِفَ


(١) نحو: أحست.

(٢) نحو: بالحارث في بني الحارث لتقارب النون واللام.

(٣) في نسخة: «لبحث».

(٤) أي: كغيره من أبواب التصريف.

(٥) كحذف النون للإضافة والتقاء الساكنين والوقف.

(٦) جواب «لمَّا».

(٧) الاعلالي والترخيمي.

(٨) أي: اجتماع المثلين أو المتقاربين لتعذر الادغام أو استثقاله.