المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الحذف]

صفحة 192 - الجزء 2

  لعلةٍ مطردةٍ كقاضٍ (والترخيمي) يعني به ما حُذِف من حروف العلة لغير علة كما في: يدٍ ودَمٍ (وقد تقدم) كل منهما، أما الإعلالي ففي ضمن القواعد المذكورة في باب الإعلال وغيره، وأما الترخيمي فبالإشارة إليه بقوله: «ونحو: يدٍ ودمٍ» إلى قوله: «ليس بقياس».

  (وجاء) من الحذف (غيره) أي: غير ما تقدم من الإعلالي والترخيمي (في) ما اجتمع في أوله مثلان هما تاءان زائدتان في الفعل المضارع متفقة حركتهما كما تقدم، نحو: (تَفَعَّلُ) في تتفعَّل، كتُنُزّلُ في تَتَنَزَّلُ، (وتفاعَلُ) نحو: تباعد في تتباعد؛ لأنه لما اجتمع فيه تاءان جاز لك تخفيفهما: إما بالإدغام كما تقدم، وإما بالحذف، وهو أكثر.

  وإذا حذفت فمذهب سيبويه أن المحذوفة هي الثانية؛ لأن الثقل منها جاء، ولأن تاء المضارعة زيدت على تاء الفعل لتكون علامة، والطارئ يزيل الثابت إذا كره اجتماعهما.

  وقال الكوفيون: المحذوفة هي الأولى. وجوَّز بعضهم الأمرين.

  وإذا حُذِفَت لم تدغم التاء الباقية فيما بعدها إن ماثلها نحو: تتاركُ⁣(⁣١)، أو قاربها نحو: تذكّرون؛ لئلا يجمع في أول الكلمة بين الحذف والإدغام مع أن قياسهما أن يكونا في الآخر.

  (وفي) ما اجتمع فيه مثلان في الآخر من الفعل المتصل به الضمير المرفوع المتحرك (نحو:) مسست، فإنه يجوز فيه حذف الأول في لغة سُلَيم، وربما استعمله غيرهم شاذاً لا مطرداً، فيقال: (مَسْتُ، و) مثله (أحسْتُ) في: أحسست، (وظَلْتُ) في: ظلِلْت؛ وذلك لكراهتهم اجتماع المثلين، فحذفوا أول المثلين لما تعذر الإدغام، فإن كان ما قبل الأول ساكناً أوجبوا⁣(⁣٢) نقل حركة الأول إليه نحو: أحَسْتُ، وإن


(١) أصله قبل الحذف: تتتارك، بثلاث تاءات.

(٢) إذ لو حذفوا في «أحسست» السين الأولى مع حركتها لاجتمع ساكنان فيؤدي إلى تغيير ثان. جاربردي