[الحذف]
  وذلك لأن التكرير حصل من الثاني، ويجوز أن تكون السين بدلاً من تاء اتخذ الأولى لكونهما مهموستين.
  وإنما كان هذا الوجه أشذ من الأول لأن العادة أن يفر من المتقاربين إلى الإدغام، والأمر هنا بالعكس(١)، ولا نظير له.
  والتعويل عند المصنف على الوجه الأول؛ لقوته بالنظر إلى الثاني، ولهذا ذكر الثاني بقيل، ولم يعُدّ السين من حروف الإبدال كما عرفت(٢).
  (و) حذف غير ما ذكر في هذا الباب من المثلين أو المتقاربين كالنون في (نحو: تبشروني) أصله: تبشرونني، وتبشراني أصله: تبشرانني، وتُبَشِّرِيني أصله: تبشرينني، (وإني) أصله: إنني (قد تقدم)، فالنون في النحو في بحث نون الوقاية، وكذا غيرها من جميع ما تقدم في النحو، أو في التصريف مما لم يكن إعلالياً ولا ترخيمياً، كل في موضعه، فتشمل الإشارة به جميع ما تقدم ذكره [مما لم يكن إعلالياً ولا ترخيمياً ولا مذكوراً في هذا الباب مما حُذِف فيه أحد المثلين أو المتقاربين] فلا حاجة إلى استيفاء الكلام هنا فيه.
  وهاهنا انتهى الكلام في أبواب التصريف.
(١) ولابن جماعة علة في ذلك.
(٢) وإنما عدها الزمخشري كما تقدم.