المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مسائل لتدريب المتعلم فيما تعلمه]

صفحة 197 - الجزء 2

  فذكر المصنف أمثلة من ذلك، ونبه على الغرض من ذلك البناء فقال: (وهذه مسائل للتمرين) أي: لتدريب المتعلم فيما تعلمه من بعض أبواب التصريف، وتذكيره إياها كما سيتضح، وقدم مقدمة فقال: (معنى قولهم: كيف تبني من كذا) أي: من الكلمة الفلانية كضرب (مثل كذا) أي: مثل الكلمة الفلانية (أي: إذا ركّبت منها) الضمير راجع إلى كذا في قوله: «من كذا»؛ لأنه بمعنى الكلمة كما ذكرنا، (مثل زنتها) الضمير راجع إلى كذا في قوله: «مثل كذا» لأنه بمعنى الكلمة أيضاً.

  وكيفية التركيب: أن تعمد إلى الحروف الأصول من الكلمة المبني منها وتجعلها في مقابل الأصول من المحذو عليها - ولا تلتفت إلى زوائد المبني منها، كما قلنا في مستغفر إذا بني منه مثل: جذع - وتحركها بمثل حركة حروف الأصل، وكذا تسكن ما سكن مثله في الأصل المحذو عليه، وإن كان في المحذو عليه زائد زدت مثله في الفرع في مثل موضعه من الأصل، فلو بنيت من جِذْعٍ مثل مستخرج قلت: مُسْتَجذع، (وعملت) بعد التركيب في الفرع (ما يقتضيه القياس التصريفي) فيه من القلب والحذف والإدغام إن كان في الفرع أسباب هذه الأحكام (كيف تنطق به؟) خبر قوله: معنى قولهم، وقوله: «أي: إذا ركبت ..» إلخ اعتراض⁣(⁣١)، والمراد أن معنى قولهم: «كيف تبني من كذا مثل كذا»: كيف تنطق به؟ أي: إذا ركبت منها مثل زنتها وعملت ما يقتضيه القياس، ولو قال كذلك⁣(⁣٢) لكان أظهر⁣(⁣٣).

  والضمير في قوله: «كيف تنطق به» عائد إلى مثل⁣(⁣٤)، أي: كيف تنطق بهذا المبني بعد العمل المذكور فيه؟


(١) بين المبتدأ وخبره.

(٢) أي: لو قدم الخبر على الاعتراض.

(٣) وإنما كان أظهر لكثرة الفصل بين المبتدأ والخبر.

(٤) أي: مثل الأول في المتن.