المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 218 - الجزء 2

  الضمير المجرور والضمير المنصوب المتصل (نحو: منك ومنكم وضربكم متصلاً؛ لأنه لا يبتدأ به) لكونه ضميراً متصلاً.

  (والنظر) أي: البحث (بعد) معرفة (ذلك) الأصل الذي مهده للكتابة من كونها مبنية على الابتداء والوقف (فيما) تختلف كتابته، وهو ما (لا صورة له تخصه) بل له صورة مشتركة بينه وبين غيره، كما سيتبين إن شاء الله تعالى، فلعدم جريه على وتيرة واحدة في الكتابة لا بد من بيان أحواله المختلفة (وفيما خولف) فيه هذا الأصل الممهد (بوصل أو زيادة أو نقص أو إبدال)، فصار البحث في خمسة أنواع:

  (الأول) وهو ما لا صورة له تخصه: (المهموز) وفي بعض النسخ: «الهمز» وهي أولى. وإنما قال: «إن الهمز لا صورة له تخصه» لأن صورة الألف - أعني هذه «ا» - كانت مشتركة بينه وبين الهمزة، وقياس لفظة الألف أن تكون مختصة بالهمزة؛ لأن أول الألف همزة، وقياس حروف التهجي أن تكون أول حرف من أسمائها كالباء والجيم وغيرهما. ثم لما كثر تخفيف الهمزة - ولا سيما في لغة أهل الحجاز، فإنهم لا يحققونها ما أمكن التخفيف - استُعِيْر للهمزة في الخط وإن لم تخفَّف صورةُ ما تقلب إليه إذا خففت، وهي صورة الواو والياء، ثم يعلم على تلك الصورة المستعارة بصورة العين البتراء هكذا «ء» ليتعين كونها همزة. وإنما جعلت العين علامة الهمزة لتقارب مخرجيهما.

  (وهو) أي: الهمز (أول ووسط وآخر، فالأول) صورته في الكتابة (ألف) أعني (مطلقاً) أي: سواء كانت مفتوحة أو مكسورة أو مضمومة (كأَحدٍ وأُحد وإِبل) وذلك لأنها ليست في موضع التخفيف، فتكتب بصورتها الأصلية المشتركة.

  (والوسط إما ساكن فبحرف حركة ما قبله) أي: الألف إن كان ما قبله