المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 219 - الجزء 2

  مفتوحاً (مثل: يَأْكل، و) الواو إن كان مضموماً، مثل: (يُؤْمن، و) الياء إن كان مكسوراً، مثل: (بِئْس) بناءً للكتابة على حكم تخفيفها، وهي تخفف كذلك.

  (وإما متحرك قبله ساكنٌ فيكتب) أي: فالقياس أن يكتب (بحرف حركته، مثل: يسْأَل ويلْؤُم ويُسْئِم) فيكتب الأول بالألف، والثاني بالواو، والثالث بالياء؛ وإنما كتبت كذلك وإن كان التخفيف فيما ذكر بحذفها لأن حذفَك في الخط لما هو ثابت لفظاً⁣(⁣١) أو في حكم الثابت⁣(⁣٢) خلافُ القياس؛ فبقيت على الأصل، فلما لم تحذف ولم تُبنَ كتابتها على التخفيف اعتبرت صورة حروف حركتها؛ لأنها أقرب الأشياء إليها، فدبرت الهمزة بحركتها.

  وكذا القياس أن يكتب نحو ساأل وتساؤُل ويُسَائِل بحرف حركته؛ بناءً للكتابة على التخفيف، وتخفيفها - كما تقدم - باعتبار حركتها.

  وإطلاق كلامه⁣(⁣٣) يقتضي أنَّ ما كان تخفيفه بالقلب والإدغام⁣(⁣٤) كذلك، أعني يُكتب بحرف حركته، وليس كذلك، بل يجب حذفها في الخط كسُوأالٍ على وزن طُومارً، وقَرُوءاء على وزن بَرُوكاء⁣(⁣٥)؛ لأنك في اللفظ تقلبها إلى الحرف الذي قبلها، وتجعلها مع ذلك الحرف كحرف واحد، فكذا جعلت في الخط.

  (ومنهم من) أي: بعض من الكتاب (يحذفها إن كان تخفيفها بالنقل) أي: بنقل حركة الهمزة وحذفها، كالأمثلة المذكورة في المتن⁣(⁣٦) (أو الإدغام) كالأمثلة المذكورة في الشرح⁣(⁣٧)؛ بناءً منه للكتابة على التخفيف، فيحذفها خطاً في كل ما


(١) حيث لم تخفف.

(٢) إذا كان مخففاً بالنقل؛ لبقاء حركتها إن نقلت إلى ما قبلها.

(٣) أي: قوله: يكتب بحرف حركته.

(٤) كما تقدم في قول المصنف: والمتحركة إن كان قبلها ساكن وهو واو أو ياء زائدتان لغير الإلحاق قلبت إليه وأدغم فيها.

(٥) فتكتب سُوَّال وقَروَّاء. والبروكاء: الثبات في الحرب.

(٦) فيقول يَسَلُ، ويلُمُ ويُسيم.

(٧) في قوله: كسوَّال على وزن طومار الخ.