[مقدمة الخط]
  تخفف فيه لفظاً بالحذف أو الإدغام، وقد عرفت أن ذلك اتفاق في الإدغام.
  (ومنهم من يحذف) من جملة ما خفف بالنقل (المفتوحة فقط) لكثرة الاستعمال، نحو: مسألة ويسأل، ولا يحذف في نحو: يلؤم ويُسْئِم.
  (والأكثر على حذف المفتوحة بعد الألف كسال) وإن كان القياس كتابتها بحرف حركتها، وذلك كراهة لصورتي الألفين، (ومنهم من يحذفها) أي: الهمزة بعد الألف (في الجميع) أي: في جميع الحالات، أعني حال كونها مفتوحة كساءَل، أو مضمومة كتساؤُل، أو مكسورة كيُسائِل. قال الرضي: وفي هذا القول نظرٌ؛ إذ كُتّاب عصرنا لا يكتبون كذلك أبداً.
  (وإما متحركٌ وقبله متحركٌ) وهي التسعة الأمثلة (فيُكتب على نحو ما يُسَهَّل به) بناءً للكتابة على التخفيف (فلذلك كتب نحو «مُؤَجل» بالواو، ونحو «فِئَة» بالياء) إذ يخففان كذلك، (وكتب) الخمسة التي تخفف بجعلها بين بين المشهور (نحو: سَأَل، ولَؤُم، ويَئِس، ومن مقرِئِك ورَؤُس بحرف حركته) لأن ذلك موافقً لما اعتبر فيها حال التخفيف، إذ اعتبرت حركتها فاعتبر هنا حرف حركتها.
  (وجاء في) نحو: (سُئِل ويقرِئُك القولان) فعلى قول سيبويه بحرف حركته، وعلى قول الأخفش بحرف حركة ما قبله.
  وإنما قال: «على نحو ما يسهل» ولم يقل: «على ما يسهل» لأن منها ما يكتب على لفظ ما يسهل إليه كما في: مُؤَجل وفِئَة، ومنها ما لا يكتب على لفظه كالأمثلة الباقية؛ إذ لفظه بين بين ولا صورة له، إلا أنها لمَّا سهلت باعتبار حركتها في الخمسة، أو باعتبارها(١) أو باعتبار حركة ما قبلها في الأخيرين - كَانَ اعتبار كتابتها بما اعتبر ولوحظ في تسهيلها، أعني الحركة، فكتبت بحرف تلك الحركة.
(١) أي: على مذهب سيبويه. وقوله: «أو باعتبار حركة ما قبلها» أي: على مذهب الأخفش.