المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[مقدمة الخط]

صفحة 221 - الجزء 2

  (والآخر إن كان ما قبله ساكناً حذف) أما ما يخفف فيه بالنقل (نحو: خَبْءٌ، خَبأ، خَبْءٍ) فبناء للكتابة على التخفيف وإن كان القياس أن لا تُبنى عليه هنا كما ذكرنا في نحو: مسألة، إلا أن الآخر محل التخفيف لفظاً فخفف خطاً.

  وأما ما يخفف فيه بالإدغام نحو «مقروِّ» و «النبيّ» فلما تقدم في المتوسطة⁣(⁣١).

  وأما ما يخفف فيه بالتسهيل - وهي التي قبلها ألف نحو: السماء والبناء - فلأن قياسه أن يكتب بالألف؛ لأن الأكثر قلب مثلها ألفاً في الوقف كما مر في باب تخفيف الهمزة، فاستنكرت صورة ألفين فحذفت.

  (وإن كان) ما قبله (متحركاً كتب بحركة ما قبله) أيِّ حركة كانت (كيف كان) هو، أي: سواء كان متحركاً (مثل: قرَأ، ويُقرِئ، ويردُؤ) أو ساكناً (و) ذلك نحو: (لم يقرَأْ، ولم يقرِئْ، ولم يردُؤْ). أما إذا كان ساكناً فظاهر، وأما إذا كان متحركاً فلأن الحركة تسقط في الوقف فتدبر الهمزة بحركة ما قبلها.

  (و) الهمز (الطرف الذي لا يوقف عليه لاتصال غيره(⁣٢)) مما لا استثقال له (كالوسط) فيعامل معاملته؛ لأنه لما اتصل بها ما لا يستثقل صار هو وما هي في آخره كالكلمة الواحدة، فيكتب إن كان متحركاً وقبله ساكن غير مد بحرف حركته، (نحو:) هذا (جُزْؤك)، ورأيت (جُزْأك)، وعجبت من (جُزْئِك) فيُكتب الأول بالواو، والثاني بالألف، والثالث بالياء، كما كتب كذلك: يلؤُم ويسأَل ويُسئِم.

  (و) إن كان متحركاً قبله مد هو ألف كتب على نحو ما يسهل، أعني بالواو في (نحو:) هذا (رداؤُك، و) بالألف في نحو: رأيت (رِدااك)، لكنها تحذف في هذا لما سيأتي⁣(⁣٣)، (و) بالياء في نحو: عجبت من (رِدائِك) كساأل وتساؤُل ويُسائِل.


(١) من قوله: وإما متحرك قبله ساكن فيكتب بحرف حركته، ويأتي هنا ما أتى فيه.

(٢) من ضمير متصل أو تاء تأنيث. زكريا

(٣) من كراهة صورة ألفين. منه ¦.