[1 - ما خولف فيه أصل الكتابة بالوصل]
  وتأثيرها في الشرط، بخلاف [إن] المخففةِ نحو: إن لا، وإن ما أظنك لمن الكاذبين، والزائدةِ نحو: إن ما قام و إن لا يقوم زيدٌ - أي: ما قام زيد و لا يقوم زيد - إن سمع ذلك؛ لقلة استعمالهما وعدم تأثيرهما.
  (وحذفت النون في الجميع) أي: في جميع الكلمات التي آخرها نون ساكنة إذا وصلت بما أو لا، فلم تكتب هكذا: «منما، وعنما، ولئنلا، وإن لا (لتأكيد الاتصال). وإنما ذكر ذلك لأنه لم يعلم فيما سبق إلا الاتصال، ولم يلزم منه الحذف كما صورنا، فبين أنه مع الوصل تحذف النون؛ لأنه لمَّا اتصل لفظاً بقلب النون ميماً وجوباً للإدغام حتى صارا في اللفظ كحرف واحد، وخطاً لما تقدم - أُكِّد ذلك الاتصال اللفظي والخطي بحذفها.
  (ووصلوا) الظرف المضاف إلى «إذ» بإذ (نحو: يومئذٍ، وحينئذٍ، في مذهب البناء) أي: إذا بني ذلك الظرف المتقدم على «إذ»؛ لأن البناء دليل شدة اتصال الظرف بـ «إذ». وأما في مذهب الإعراب فقد يكتبان منفصلتين، والأكثر أيضاً كتابتهما متصلتين حملاً على البناء؛ لأنه أكثر من الإعراب.
  (فمن ثم) أي: من جهة اتصال الظرف بإذ (كتبت الهمزة ياءً) لكونها حينئذ متوسطة كما في سئم، وإلا فالهمزة في الأول فكان حقها أن تكتب ألفاً كما في بأحد ولإبل.
  (وكتبوا) أداة التعريف في (نحو: الرجل على المذهبين) أي: مذهبي الخليل وسيبويه (متصلاً) بالمعرف؛ أما على مذهب سيبويه فظاهر؛ لأن اللام وحدها هي المعرف عنده، فهي لا تستثقل حتى تكتب منفصلة، وأما على مذهب الخليل(١) وهو كونها كـ «بل وهل(٢)» فذلك (لأن الهمزة) وإن لم تكن للوصل عنده لكنها
(١) من أن المعرف «أل» لا اللام وحدها.
(٢) فكان القياس «أل رجل» مفصولة، كما فصلت هل وبل عن الذي يليها.