المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معاني الأفعال الأصول والمزيدة التي زيادتها مطردة لمعنى]

صفحة 62 - الجزء 1

  مضارعه يلزم أن يكون في المغالبة مفتوح العين؛ لما سيأتي من مناسبة الفتح لحروف الحلق، فيقول: (في نحو: شاعرني فشَعَرته أشْعَرُه) ومانعني فمنَعْتُه أمنَعُه (بالفتح) في عين المضارع، وهو ضعيف قياساً واستعمالاً:

  أما القياس فلأن حرف الحلق لا يلزم طريقة واحدة حتى يحافظ عليها كما حوفظ في تلك الأنواع؛ إذ تضم عين المضارع معه نحو: دخَل يدخُل.

  وأما الاستعمال فلما حكى أبو زيد عن العرب: شاعرته فشعَرته أشعُرُه، وفاخرته ففخَرتُه أفخُرُه - بالضم - وهذا نص في عدم لزوم الفتح في مثله.

  (وفَعِلَ تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادها) أي: السلامة والفرح (كسقِم ومرِض) في العلل، وسَلِم في ضدها، (وحَزِن) في الحزن، (وفرِح) في ضده. (وتجيء الألوان والعيوب والحُِلَى) وهي الخلق الظاهرة كالزبب والغمم لكثرة الشعر، فتعم⁣(⁣١) الألوان والعيوب، وتجيء (كلها عليه) أي: على فَعِل، والأغلب في الألوان: افْعَلّ وافعَالَّ، نحو: ابيضّ واحمرّ واصفرّ، وازراقّ واخضارّ.

  نعم وقد يشاركه فَعُل - مضموم العين - في الألوان والعيوب والحلى، وإلى هذا أشار المصنف بقوله: (وقد جاء أَدُِمَ وسمُِر) في الألوان (وعَجُِف وحَمُِق وخَرُِق) أي: حمق (وعَجُِم) أي: عيي في الكلام لآفة في لسانه (ورَعُِن) من الرعونة وهي الحمق، في العيوب (بالكسر والضم).

  واعلم أن كلام المصنف لا يدل على اختصاص فَعِل بشيء من المعاني المذكورة⁣(⁣٢)، ولا أنه فيها أكثر منه في غيرها، ولا أنها فيه أكثر منها في غيره.


(١) أي: الحلى.

(٢) أي: الألوان والأحزان ونحو ذلك، ولا أن فعل فيها أي: في المعاني المذكورة أكثر منه، أي: من نفسه في غير المعاني المذكورة، ولا أن المعاني المذكورة في فعل أكثر منها في غير فعل. تمت.