[معاني الأفعال الأصول والمزيدة التي زيادتها مطردة لمعنى]
  مضارعه يلزم أن يكون في المغالبة مفتوح العين؛ لما سيأتي من مناسبة الفتح لحروف الحلق، فيقول: (في نحو: شاعرني فشَعَرته أشْعَرُه) ومانعني فمنَعْتُه أمنَعُه (بالفتح) في عين المضارع، وهو ضعيف قياساً واستعمالاً:
  أما القياس فلأن حرف الحلق لا يلزم طريقة واحدة حتى يحافظ عليها كما حوفظ في تلك الأنواع؛ إذ تضم عين المضارع معه نحو: دخَل يدخُل.
  وأما الاستعمال فلما حكى أبو زيد عن العرب: شاعرته فشعَرته أشعُرُه، وفاخرته ففخَرتُه أفخُرُه - بالضم - وهذا نص في عدم لزوم الفتح في مثله.
  (وفَعِلَ تكثر فيه العلل والأحزان وأضدادها) أي: السلامة والفرح (كسقِم ومرِض) في العلل، وسَلِم في ضدها، (وحَزِن) في الحزن، (وفرِح) في ضده. (وتجيء الألوان والعيوب والحُِلَى) وهي الخلق الظاهرة كالزبب والغمم لكثرة الشعر، فتعم(١) الألوان والعيوب، وتجيء (كلها عليه) أي: على فَعِل، والأغلب في الألوان: افْعَلّ وافعَالَّ، نحو: ابيضّ واحمرّ واصفرّ، وازراقّ واخضارّ.
  نعم وقد يشاركه فَعُل - مضموم العين - في الألوان والعيوب والحلى، وإلى هذا أشار المصنف بقوله: (وقد جاء أَدُِمَ وسمُِر) في الألوان (وعَجُِف وحَمُِق وخَرُِق) أي: حمق (وعَجُِم) أي: عيي في الكلام لآفة في لسانه (ورَعُِن) من الرعونة وهي الحمق، في العيوب (بالكسر والضم).
  واعلم أن كلام المصنف لا يدل على اختصاص فَعِل بشيء من المعاني المذكورة(٢)، ولا أنه فيها أكثر منه في غيرها، ولا أنها فيه أكثر منها في غيره.
(١) أي: الحلى.
(٢) أي: الألوان والأحزان ونحو ذلك، ولا أن فعل فيها أي: في المعاني المذكورة أكثر منه، أي: من نفسه في غير المعاني المذكورة، ولا أن المعاني المذكورة في فعل أكثر منها في غير فعل. تمت.