المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[معاني بعض أبنية المزيد فيه]

صفحة 71 - الجزء 1

  المراد بالتعلق هاهنا استدعاء المفعول، (نحو: كارمته وشاعرته، و) جاء نظراً إلى اقتضائه كون ذلك التعلق بسبب المشاركة (المتعدي إلى واحدٍ مُغاير للمُفَاعَل) - بفتح العين - أي: إلى واحد هو غير المشارَك - بفتح الراء - (متعدياً إلى اثنين) أي: إن كان المشارَك - بفتح الرا - مفعول أصل الفعل كان المتعدي إلى واحد من الثلاثي متعدياً إلى واحد هاهنا أيضاً، نحو: «شاتمت. زيداً» فإن المشارَك في الشتم هو المشتوم، فمفعول أصل الفعل ومفعول المشاركة شيء واحد، فلا يزاد مفعول آخر.

  وإن كان المشارَك غير مفعول أصل الفعل تعدى إلى اثنين، (نحو:) زيد (جاذبته الثوب) فإن مفعول أصل الفعل الثوب، والمشارك زيد، (بخلاف شاتمت. ه) كما عرفت. (وبمعنى فعَّل) أي: التكثير؛ لكونه الغالب في فَعَّل (نحو: ضاعفت) له العطاء، بمعنى: ضعَّفت. (وبمعنى فَعَل نحو: سافرت) بمعنى سفرت، أي: خرجت إلى السفر.

  (وتفاعَل لمشاركة أمرين فصاعداً) أي: لاشتراك أمرين فصاعداً، ولو قال كذلك لكان أولى؛ إذ يتوهم من عبارته أن تفاعل لمشاركة أمرين لغيرهما، وليس بمقصود، (في أصله صريحاً) أي: تشاركا صريحاً بأن نسب الفعل الدال على المشاركة إليهما معاً (نحو: تشاركنا) فقد نسبت الشركة إلى المتكلِمِين أو المتكلِمَين صريحاً. (ومن ثَمة) أي: ومن جهة كون «تفاعَل» في الصريح وظاهر⁣(⁣١) اللفظ منسوباً إلى المشتركين في أصل الفعل، بخلاف فاعَل فإنه لنسبته في اللفظ إلى أحد الأمرين فقط، وتعلقه بالآخر تعلّق شارك⁣(⁣٢) بمفعوله


(١) عطف تفسيري. تمت.

(٢) أي: كالتعلق الذي لشارك - وهو من جملة أفراد فاعل - بمفعوله. تمت. منه.

تعلق منصوب على المصدر النوعي، أي: تعلق فاعَلَ بالآخر مثل تعلق شارك بمفعوله، وإنما خص شارك بأن جعله مشبهاً به دون سائر الموازنات لفاعَلَ لضارَبَ وقاتل ونحوهما لأن شارك يدل على تعلقه بمفعوله من جهة هيئته ومادته. تمت.