المضارع
  فاحرنجمت، أي: رددتها فارتدت، فهو في الرباعي بمنزلة انفعل في الثلاثي(١)، (واقشعرّ) من القشعريرة، يقال: اقشعرّ جلد الرجل، إذا أخذته القشعريرة، (وهي(٢) لازمة) سماعاً.
  واعلم أن المعاني المذكورة للأبنية ليست بمختصة بمواضيها(٣)، لكنه إنما ذكرها في الماضي لأنه أصل الأفعال.
المضارع
  ولما فرغ من الماضي شرع في المضارع فقال:
  (المضارع) - وقد عرفت حقيقته في علم النحو - يحصل (بزيادة حرف المضارعة على الماضي) وهو أحد حروف نأيت كما عرفت أيضاً في النحو، وذلك الماضي: إما أن يكون مجرداً، وإما أن يكون غيره.
  (فإن كان مجرداً) فلا يخلو: إما أن يكون على فَعَل، أو على فَعِل، أو على فَعُل؛ فإن كان (على فَعَل كُسِرت عينه أو ضمت) في المضارع على سبيل التخيير فيما لم يُسمع، وإلا فعلى حسب السماع في أحدهما، نحو: يَضْرِب ويَنْحِت(٤) في الأول، ويَقْتُل ويدْخُل في الثاني، أو فيهما معاً كعَرَشَ يَعْرِش ويَعْرُش(٥)، وسواء كان العين أو اللام حلقياً أو غير حلقي.
  كأنهم قصدوا اختلاف حركتي عين الماضي والمضارع لما اختلف معنياهما(٦)، فكسروا أو ضموا في المضارع.
(١) أي: لا يجيء إلا مطاوعاً. تمت.
(٢) أي: الثلاثة الأبنية التي للمزيد فيه. تمت.
(٣) بل ما ثبت للماضي من هذه المعاني ثبت لجميع تصاريف الفعل من المضارع وغيره. تمت.
(٤) نحته ينحته - بالكسر - نحتاً، أي: براه. صحاح
(٥) عَرَشَ يَعْرُش ويَعْرِش عرشاً، أي: بنى بناء من خشب. صحاح
(٦) بحسب الزمان. تمت.