المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

المضارع

صفحة 78 - الجزء 1

  قوله: (أو فتحت) لكن لا مطلقاً، بل (إن كانت العين أو اللام حرف حلق) فإنه حينئذ يفتح كثيراً، نحو: بَحَثَ وفَتَح، فيقال فيهما: يَبْحَث ويَفْتَح، وإنما كثر الفتح مع حرف الحلق لأنه لثقله لكون مخرجه سافلاً ناسبه التخفيف بأن تليه⁣(⁣١) فتحة أو يليها⁣(⁣٢)، بخلاف حلقي الفاء؛ لأنها لا تكون في المضارع إلا ساكنة فتصير كالميتة، وأيضاً تبعد عنها الفتحة⁣(⁣٣). وسواء كان ما عينه أو لامه حرف حلق صحيحاً أو أجوف أو ناقصاً، واويَّين أو يائيَّين فإن الفتح فيه شائع، نحو: شأى⁣(⁣٤) يشْأى أي: سبق، ونأَى⁣(⁣٥) ينأَى، وشاءَ⁣(⁣٦) يشاءُ، من المشيئة. قال نجم الأئمة: وما عرفت أجوف واوياً حلقي اللام⁣(⁣٧) مفتوحاً.

  وإنما يجوز الفتح لأجل الحلقي إذا كان حرف الحلق (غير ألف) وأما إذا كان عين فَعَل أو لامه ألفاً - نحو: قال وسال وغزا ورمى - لم يفتح في المضارع لأجله العين؛ لأن ألفه ليست أصلية، بل⁣(⁣٨) هي منقلبة عن واو أو ياء، فما هي فيه أجوف أو ناقص واويان أو يائيان، وسيأتي أنه يجب الضم في الواوي والكسر في اليائي.

  (وشذَّ) فتح عين المضارع لكون لام ماضيه ألفاً في: (أبَى يأبَى) لأن القياس رده إلى أصله، أعني الياء، وأن يكون المضارع مكسور العين، فقياسه يأبِيْ، ولا ينافي شذوذه مجيئه في القرآن الكريم⁣(⁣٩)؛ لأن الشاذ ما خالف


(١) نحو: يبحث؛ لأن الحركة في اصطلاحهم بعد الحرف إذا كانت عليه. تمت.

(٢) نحو: يفتح. تمت.

(٣) إذ تصير العين فاصلة بين الفاء والفتحة؛ لكون الحركة بعد الحرف، فتأمل. تمت.

(٤) ناقص واوي من الشأو. تمت.

(٥) ناقص يائي من النأي، وهو البعد. تمت.

(٦) أجوف يائي. تمت.

(٧) قال ابن عقيل في شرح التسهيل: بل قد قالت العرب: ماهت السفينة تموه وتماه (أي: دخلها الماء) - فلا يتم كلام الرضي في قوله: «وما عرفت» ومن علم حفظ على من لم يحفظ. تمت. منقولة. وهو أيضاً في مجمل اللغة لابن فارس.

(٨) أي: فهو في الأصل ليس حلقياً، وفعَل لا يفتح في المضارع إلا إذا كانت العين أو اللام حرف حلق.

(٩) كقوله تعالى: {وَلَا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا}⁣[البقرة: ٢٨٢].