المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[وفاة جده صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 118 - الجزء 1

  إن الفتى سيد أهل نجد ... يعلو نجاد البطل الأشدّ

  عند اشتداد ركنه المشتد ... محمدا أرجوه للأشدّ

  وكل أمر في الأمور أدّ

  قال: ثم بكى عبد المطلب بكاء شديدا ثم قال: إن محمدا لا يموت حتى يسود العرب والعجم⁣(⁣١)، ثم جعل يقول⁣(⁣٢):

  وصيّت من كنيته بطالب ... عبد مناف وهو ذو تجارب

  بابن الحبيب أقرب الأقارب ... بابن الذي قد غاب غير آئب

  فقال لي كهيئة المعاتب ... سبحان رب الشرق والمغارب

  لا توصني بلازم وواجب ... ففى فؤادي مثل لذع اللّاهب

  ولست بالآيس غير الراغب ... بأن يحق الله قول الراهب

  إنى سمعت أعجب العجائب ... من كل خبر عالم وكاتب

  هذا الذي يقتاد كالنجائب ... من حلّ بالأبطح والأحاصب⁣(⁣٦)

  أيضا ومن ثاب إلى الأثاوب ... من ساكني الحرم أو مجانب

  قال: وقضى عبد لمطلب نحبه، وكفل رسول الله ÷ عمّه أبو طالب وفاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي # وكانت أول هاشمية ولدت هاشميا، ولذلك كان علي # المعمم المخول⁣(⁣٤).

  وقال الحجاج بن علاط السّلمي في قتل علي # أحد بني عبد الدار⁣(⁣٥):


(١) في (أ، ب، د): لن يموت حتى يسود العرب والعجم.

(٢) انظر كتاب المبتدأ والمبعث والمغازي (١/ ٤٨)، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٢٠ - ٢٣).

(٦) نهاية صفحة [٢٣ - أ].

(٤) المعمم المخول هو: الرجل الذي يكون أصل نسب أبيه وأعمامه نفس أصل نسب أمه وأخواله.

(٥) بنو عبد الدار بن قصي بن كلاب من العدنانية، انظر معجم القبائل (٢/ ٧٢٣)، والذي قتله أمير المؤمنين # في غزوة أحد هو طلحة بن أبي طلحة. انظر: أعيان الشيعة (١/ ٣٩٠) وما بعدها.