المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خطبة أبي السرايا بعد استشهاده #]

صفحة 529 - الجزء 1

[خطبة أبي السرايا بعد استشهاده #]

  [٤٦] عن نصر بن مزاحم، عن عبد الله بن محمد قال: لما أصبح أبو السرايا جمع من بالكوفة من العلويين، ثم قام فيهم خطيبا، فقال: الحمد لله الخالق الرازق الباعث الوارث المحيي المميت، رب الدنيا والآخرة، والعاجلة والآجلة، أحمده إقرارا به، وأشكره تأدية لحقه.

  [وحدثنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي عن الكوفي] ... إلى أن قال: أما بعد فإن أخاكم محمد بن إبراهيم # عاش إلى مدته⁣(⁣١)، وانتهى إلى غايته، فلما نفدت أيامه، وتصرم أجله، واستوفى رزقه اختار الله له ما عنده، واستأثره بما أحب⁣(⁣٢) أن يصيره إليه من جواره ومقارنة نبيه، فقبضه إليه أحوج ما كنا إلى حياته حين شمر عن ساقه، وحسر عن ذراعه، وغضب لنبيه ÷ وذب عن أمة نبيه، فرحمه الله وغفر له، وتجاوز عن ذنوبه «ونوّر له في قبره»⁣(⁣٣)، فإنا لله وإنا إليه راجعون، وقد أوصى أبو عبد الله | بهذا الأمر إلى شبهه، ومن وقع عليه اختياره، وكان ثقته، وهو علي بن عبيد الله فإن رضيتم به وإلا فاختاروا لأنفسكم، وولوا من يجمع⁣(⁣٤) عليه رأيكم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

  قال: فصاحوا ما بين باك ومسترجع حتى ارتفعت أصواتهم إعظاما لوفاته، فمكثوا عامة النهار⁣(⁣٥) يكره كل واحد منهم أن يتكلم.


(١) في (ب): مدة.

(٢) نهاية الصفحة [٣٢١ - أ].

(٣) ساقط في (أ).

(٤) في (أ، ب، د): يجتمع.

(٥) في (ب، ج): فمكثوا عليه عامة النهار.