المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ما قبل بيعة أمير المؤمنين علي #]

صفحة 298 - الجزء 1

[ما قبل بيعة أمير المؤمنين علي #]

  [١٣٧] أخبرنا علي بن جعفر بن خالد الرازي بإسناده⁣(⁣١) عن جعفر عن أبيه $ عن عبد الله بن جعفر، قال: كنت مع عثمان وهو محصور، فلما عرف أنه مقتول بعثني وعبد الله بن الأزهر إلى علي # وقد استولى طلحة بن عبيد الله على الأمر فقال: انطلقا إلى علي فقولا له: إنك أولى بالأمر من ابن الحضرمية⁣(⁣٢) - يعني طلحة - فلا يغلبنك على ابن عمك.

  [١٣٨] [أخبرنا عبد الله بن الحسن بن مهدي الكوفي العطار بإسناده عن]⁣(⁣٣) إبراهيم بن محمد الثقفي⁣(⁣٤) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: كأني أنظر إلى طلحة بن عبيد الله وعليه الدرع وهو يضرب إلى كعبه أو عقبه يرمي بالحجارة في دار عثمان.

[أسس ومنطلقات بيعة أمير المؤمنين علي #]

  [١٣٩] أخبرنا علي بن الحسين العباسي بإسناده عن زيد بن علي، عن أبيه أن المسلمين اجتمعوا في مسجد رسول الله فبايعوا عليا # على كتاب الله وسنة نبيه.

  قال عيسى بن زيد: أخبرنا أبو ميمونة بن بشير قال: لما طال الأمر بالناس أتوا عليا # في آخر ذلك، فقالوا: لا يصلح الناس إلّا بإمرة، وقد طال هذا الأمر، فهلم نبايعك وفيهم طلحة والزبير، قال: لا حاجة لي في إمرتكم، وأبى عليهم، حتى مضى أربعون يوما⁣(⁣٥)، فقالوا: إنا نخاف أن يختلف الناس، فقال: لهم إني قائل لكم قولا إن قبلتموه قبلت


(١) نهاية الصفحة [١٤٥ - أ].

(٢) يعني طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو، أمه الحضرمية اسمها الصعبة بنت عبد الله بن عمار بن مالك بن ربيعة، ويقال لها بنت الحضرمي قيل: شهد يوم الجمل محاربا لعلي، وقد رماه مروان بن الحكم بسهم فقتله فقال: لا أطلب بثأري بعد اليوم، قال: في الاستيعاب: وذلك أن طلحة - فيما زعموا - كان ممن حاصر عثمان واستبد عليه، ولا يختلف العلماء والثقات في أن مروان قتل طلحة يومئذ، وكان في حزبه، انظر الاستيعاب (٢/ ٣١٦ - ٣٢١) ت (١٢٨٩).

(٣) في أصولي: قال.

(٤) ورد في الأصل بعد لفظ الثقفي: بإسناده.

(٥) انظر: تأريخ الطبري (٣/ ٤٥٠ - ٤٥٧).