المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أولاد أبي طالب]

صفحة 205 - الجزء 1

  فقالت عائشة: يا رسول الله أدع لي ولأبي.

  فقال رسول الله: «إن كنت أنت وأبوك ممن أحب عليا وتولاه وجبت لكما رحمة ربي، وإن كنتما ممن أبغض عليا وعاداه فقد وجبت لكما لعنة ربي».

  فقالت: أعاذني الله أن أكون أنا وأبي كذلك.

  فقال رسول الله: «أبوك أول من يغصبه حقه، وأنت أول من يقاتله»⁣(⁣١).

  [٧٦] أخبرنا⁣(⁣٢) أبو يعقوب الجديدي بإسناده عن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله: «أوحى الله إليّ في عليّ ثلاثا: أنه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجلين»⁣(⁣٣).

[(٥) أم هانئ ابنة أبي طالب]

  وأما أم هانئ فاسمها فاختة⁣(⁣٤)، وكانت إحدى المهاجرات المبايعات، وكانت عند هبيرة بن أبي وهب المخزومي وولدت له جعدة بن هبيرة.

  [٧٧] أخبرنا⁣(⁣٥) عبد الرزاق بن محمد بإسناده عن أم هانئ بنت أبي طالب، قالت: خطبني


(١) للحديث مصادر وأسانيد عديدة، وقد أفرد الفيروزآبادي في كتابه فضائل الخمسة من الصحاح الستة بابا تحت عنوان «باب إن من أحب عليا # فقد أحب الله، ومن أبغض عليا # فقد أبغض الله» وذلك في (٢/ ٢٢٣ - ٢٢٩). وبلفظ مختلف عما هنا أخرجه الحلي في كشف الغمة (٢٧٤ - ٢٧٥) ولفظه (... ثم قال النبي ÷: «قاتل الله من قاتلك وعادى من عاداك، فقالت عائشة: ومن يقاتله ومن يعاديه؟ قال: أنت ومن معك مرتين»، وانظر اليقين لابن طاوس (١٤، ١٧ - ١٨)، (٤١) نقلا عن مناقب ابن مردويه.

(٢) في (ب): أخبرنا الرواة عن ابن عباس.

(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك (٣/ ١٣٧)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، كما ذكره المتقي الهندي في منتخب كنز العمال (٦/ ١٥٧)، وذكره ابن حجر في الإصابة (٢/ ٢٧٤) وابن الأثير في أسد الغابة مرتين (١/ ٣٦٩ / ١٦٦) والمحب الطبري في الرياض النضرة (٢/ ١٧٧)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٩/ ١٢١) حلية الأولياء (١/ ٦٦، ٦٣).

(٤) فاخته (أم هاني): السيدة الفاضلة أم هاني بنت عم رسول الله ÷ أبي طالب بن عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم الهاشمية المكية أخت أمير المؤمنين علي وجعفر، كانت تحت هبيرة بن عمرو بن عائذ المخزومي فهرب يوم الفتح إلى نجران. أولدها عمرو بن هبيرة وجعدة، وهانئا ويوسف، أسلمت يوم الفتح، لم يذكر أحد أن هبيرة أسلم، عاشت إلى بعد سنة (٥٠ هـ)، انظر: طبقات ابن سعد (٨/ ٤٧)، المستدرك (٤/ ٥٢)، الاستيعاب (٤/ ١٩٦٣)، أسد الغابة (٧/ ٢١٣، ٤٠٤)، تهذيب التهذيب (١٢/ ٤٨١)، الإصابة (١٣/ ٣٠٠)، سير أعلام النبلاء (٢/ ٣١١ - ٣١٤).

(٥) في (ب): وروى عن ابن عباس.