المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[استشهاده ونعته]

صفحة 456 - الجزء 1

  على يديه خلق كثير وعلى السند من قبل أبي الدوانيق هشام بن عمر التغلبي، فوقع بينهم قتال شديد، فأراد أن يخرج من السند إلى خراسان، وقتل بين الفريقين زهاء ثلاثة آلاف رجل، وكان بينهما قدر خمسين وقعة في مقدار سنة، وقتل عبد الله بن محمد بن عبد الله في الحرب⁣(⁣١).

[استشهاده ونعته]

  وكان يوم قتل ابن ثلاث وثلاثين سنة، وكان أدم اللون⁣(⁣٢)، مديد القامة، صبيح الوجه، تام الخلق، يقاتل فارسا وراجلا⁣(⁣٣)، وقتل في سنة إحدى وخمسين ومائة في شعبان بعد أبيه بخمس سنين، وله عقب بالكوفة⁣(⁣٤)، وقد روي أنه قتل⁣(⁣٥) سنة اثنتين وخمسين ومائة في رجب، ثم ردّ أهله وولده بعد موت أبي الدوانيق لعنه الله إلى الكوفة، وعقبه بها إلى الآن، فهذا قتل في الحرب في أرض السند.

  وأخوه علي بن محمد بن عبد الله⁣(⁣٦) أخذ بمصر وحمل إلى أبي الدوانيق، فقتله في السجن⁣(⁣٧) بالعراق.


(١) كان صاحب الترجمة قد توجه بعد قتل أبيه إلى السند، فقتل بكابل في جبل يقال له: علج، وحمل رأسه إلى المنصور فأخذه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي # فصعد به المنبر وجعل يشهره للناس، انظر: عمدة الطالب لابن عنبة ص (١٢٦) وما بعدها، مقاتل الطالبيين (٢٨٨ - ٢٧٢).

(٢) نهاية الصفحة [٢٥٦ - أ].

(٣) هذا يؤكد أن مولده كان سنة (١١٨ هـ / ٧٣٦ م).

(٤) محمد بن عبد الله النفس الزكية عقب عبد الله وعبد الله عقب الحسن الأعور الجواد والذي كان أجود بني هاشم الممدوحين المعدودين، والذي قتلته طي في ذي الحجة سنة (٢٥١ هـ)، وقيل: قتل أيام المعتز، وعقب الحسن الأعور الجواد بن محمد بن عبد الله الأشتر من أربعة وهم: أبو جعفر محمد نقيب الكوفة، وأبو عبد الله الحسين نقيب الكوفة أيضا، وأبو محمد عبد الله، والقاسم، انظر: عمدة الطالب لابن عنبة ص (١٢٧ - ١٢٩) .)

(٥) ورد بعد اللفظ: قتل في (ب): في.

(٦) هو علي بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب $، أمه أم سلمة بنت الحسن بن الحسن بن علي، وأم محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن رملة بنت سعيد بن زيد بن عمر بن نفيل. كان والده قد وجهه إلى مصر، ووجه معه أخاه موسى بن عبد الله، وذكر الكندي أنه علوي قدم مصر زمن ولاية يزيد بن حاتم بن قبيضة من يوم الاثنين للنصف من ذي القعدة سنة (١٤٤ هـ / ٧٦١ م) إلى آخر شهر ربيع الآخر سنة (١٥٢ هـ / ٧٦٩ م)، ولم أقف على تأريخ وفاته، ولعل ذلك كان بعد سنة (١٥٢ هـ). والله أعلم، انظر: مقاتل الطالبيين (١٨١ - ١٨٢)، والكامل لابن الأثير (٤/ ٣٧٤)، الطبري (٩/ ١٩٢، ١٩٣، ١٩٨)، أخبار فخ (٣٨ - ٣٩). ولاة مصر للكندي محمد بن يوسف، بعد (٣٦٢ هـ / ٩٧٢ م)، تحقيق حسين نصار، دار بيروت دار صادر بيروت عام (١٩٥٩ م / ١٣٧٩ هـ) ص (١٣٣، ١٣٧).

(٧) في (ب): فقتله بالسجن.