المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أولا: مدخله ÷]

صفحة 156 - الجزء 1

[صفة مدخله ومجلسه ومخرجه ÷]

[أولا: مدخله ÷]

  وسأل أباه عن مدخله ومجلسه ومخرجه وشكله، فلم يدع منه شيئا.

  قال الحسين بن علي #: سألت أبي عن دخول النبي ÷ فقال: كان دخوله ÷ مأذونا له⁣(⁣١) في ذلك، فكان إذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزءا لله⁣(⁣٢) وجزءا لأهله، وجزءا لنفسه، ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك على العامة بالخاصة، ولا يدخر عنهم شيئا.

  قال أبو غسان أو قال أبو جعفر:(⁣٣) فشككت⁣(⁣٤)، فكان⁣(⁣٥) من سيرته في جزء الأمة: إيثار أهل الفضل بإذنه، وقسمته على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، يتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألتهم عنه، وإخبارهم بالذي ينبغي لهم ويقول: «ليبلغ الشاهد الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يستطيع


(١) في (ب، ج، د): كان دخوله # لنفسه مأذونا له.

(٢) نهاية الصفحة [٥١ - أ].

(٣) أبو غسان، أو قال أبو جعفر: بل هو أبو غسان وليس أبو جعفر واسمه: أبو غسان، مالك بن إسماعيل بن درهم، ويقال: ابن زياد بن درهم، أبو غسان النهدي، مولاهم الكوفي الحافظ ابن بنت حماد بن أبي سليمان، قال ابن سعد: وكان أبو غسان صدوقا شديد التشيع، وعدّه ابن شاهين في الثقات، قال عثمان بن أبي شيبة: أبو غسان صدوق ثبت متقن إمام من الأئمة، وقال ابن معين: ثقة، وقال العجلي: ثقة وكان صحيح الكتاب، وقال الذهبي في الميزان: ذكره ابن عدي واعترف بصدقه وعدالته، انظر: تهذيب التهذيب (١٠/ ٣ - ٥) ت (٦٧٢٢)، التقريب (٦٤٤٣)، وتهذيب الكمال (٢٧/ ٨٦)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٤٣٠) وفيه: توفي في ربيع الآخر سنة (٢١٩ هـ)، طبقات ابن سعد (٦/ ٤٠٤ - ٤٠٥). أما أبو جعفر: فلعله أبو جعفر الرازي التميمي مولاهم، يقال: اسمه عيسى بن أبي عيسى ماهان، وقيل: عيسى بن أبي عيسى عبد الله ماهان، كان زميل النهدي إلى مكة، انظر: تهذيب التهذيب (١٢/ ٤٩ - ٥٠) ت (٨٣٤٧)، وينظر أيضا نفس المصدر من كنيته كذلك ص (٤٨ - ٥٢)، من الترجمة (٨٣٤٥، وحتى ٨٣٥٢).

(٤) فشككت: أي في صحة هذه المقولتين «فيرد ذلك على العامة والخاصة ولا يدخره»، أو أو يذخر عنهم شيئا، وفي رواية الحسن بن محمد العلوي (ت ٣٥٨ هـ): «ولا يدخر عنهم شيئا».

(٥) في (ب): وكان.