المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ثانيا: صفة حمله صلى الله عليه وآله سلم وذكر مولده]

صفحة 100 - الجزء 1

  فبقي عبد المطلب زمانا، فلما كان يوما رجع من قنصه في الظهيرة عطشان يلهث، فرأى في الحجر ماء معينا فشرب «منه»⁣(⁣١) ثم دخل على فاطمة⁣(⁣٢) فواقعها، فحملت بعبد الله، وواقع عبد الله آمنة فحملت برسول الله.

[ثانيا: صفة حمله صلى الله عليه وآله سلم وذكر مولده]

  فكانت آمنة تحدث عن نفسها وتقول: أتاني آت حين مرّ لي⁣(⁣٣) من حملي ستة أشهر فوكزني في المنام برجله، وقال لي: يا آمنة إنك قد حملت بخير العالمين، فإذا ولدتيه فسميه محمدا واكتمي شأنك.

  فكانت تقول: لقد أخذني ما يأخذ النساء ولم يعلم بي أحد من قومي ذكر ولا أنثى، وإني لوحيدة في المنزل⁣(⁣٤).

  قال⁣(⁣٥): فبقي في بطن أمه ÷ تسعة أشهر لا تشكو وجعا ولا ريحا ولا ما يعرض للنساء ذوات الحمل.

  قالت آمنة: فسمعت وجبة عظيمة وأمرا شديدا، فهالني - وذلك يوم الاثنين - فرأيت كأن جناح طير⁣(⁣٦) أبيض قد مسح على فؤادي، فذهب عني الرعب وكل وجع، ثم رأيت نسوة كالنخل طولا كأنهن من بنات عبد مناف يحدقن بي؛ فبينا أنا أعجب وأقول: وا غوثاه من


(١) ساقط في (أ، د).

(٢) هي: فاطمة بنت عمرو بن عائذ أم عبد الله، وأبي طالب والزبير وجميع النساء إلا صفية. انظر: البداية والنهاية (٢/ ٢١٠)، نسب قريش (١٧)، جمهرة أنساب العرب (١٥، ١٤١).

(٣) في (ب): مر بي.

(٤) انظر: السيرة الحلبية (١/ ٤٦)، دلائل النبوة (١/ ١١١)، طبقات ابن سعد (١/ ٨٠ - ٨٣)، تهذيب تاريخ ابن عساكر (١/ ٢٨٢)، البداية والنهاية (٢/ ٢٦٢ وما بعدها)، الأمالي الاثنينية (خ).

(٥) أي: راوي هذه الرواية شبابة.

(٦) نهاية صفحة [١٢ - أ].