[موقف كفار قريش من بيعة الأوس والخزرج للرسول ÷]
  جوف الليل، فبايعوه على أن لا يعبدوا إلّا الله لا يشركوا به شيئا، ويحلّوا حلاله ويحرموا حرامه، ويمنعونه ما يمنعون به أنفسهم، وذراريه مما يمنعون ذراريهم(١).
[موقف كفار قريش من بيعة الأوس والخزرج للرسول ÷](٢)
  قال: وبلغ قريشا أن الأوس والخزرج بايعوا على سفك دمائهم وهتك حريمهم، فلما أصبحوا غدوا عليهم فابتدأهم عتبة بن ربيعة(٣) فقال: يا معشر الأوس والخزرج، بلغنا أنكم بايعتم محمدا على أمر، وو الله ما أحد أبغض إلينا وإليكم ممن أنشأ العداوة بيننا وبينكم.
  وتكلم أبو سفيان بن حرب فقال: يا أهل يثرب، ظننتم أنكم تخدعون أخانا وابن عمنا وتخرجونه عنا، فقال حارثة بن النعمان(٤): نخرجه والله معنا وإن رغم أنفك.
  وازدحم الكلام بين الفريقين حتى ضرب عبد الله بن رواحة بيده إلى سيفه وهو يرتجز ويقول(٥):
  الآن لما أن تبعنا دينه ... وبايعت أيماننا يمينه
  عارضتمونا تبادرونه(٦) ... وقبل هذا اليوم تشتمونه
(١) انظر: تيسير المطالب في أمالي أبي طالب ص (١٢٤)، الأمالي الاثنينية (خ).
(٢) انظر: السيرة الحلبية (٢/ ١٨ - ١٩)، تيسير المطالب ص (١٢٤).
(٣) هو عتبة بن ربيعة بن عبد شمس (... - ٢ هـ / ... - ٦٢٤ م) أبو الوليد كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية، نشأ يتيما في حجر حرب بن أمية، وأول ما عرف عنه توسطه للصلح في حرب الفجار بين هوازن وكنانة، أدرك الإسلام، وطغى فشهد بدرا مع المشركين، أحاط به الإمام علي # والحمزة وعبيدة بن الحارث في غزوة بدر فقتلوه، انظر: الأعلام (٤/ ٢٠٠)، الروض الأنف (١/ ١٢١)، نسب قريش (١٥٢، ١٥٣)، المحبر (انظر فهرسته)، بلوغ الأرب (١/ ٢٤١)، رغبة الآمل (٢/ ٢٠٥)، (٣/ ٢٣٧)، جمهرة أنساب العرب (٧٦، ٧٧، ٨٠).
(٤) هو حارثة بن النعمان بن نفع بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار الخزرجي النجاري، ويقال: ابن رافع بدل: ابن نفع، شهد بدرا والمشاهد، كان دينا خيرا بأهله برّا بأمه، بقي إلى ولاية معاوية، انظر: سير أعلام النبلاء (٢/ ٣٧٨ - ٣٨٠)، مسند أحمد (٥/ ٤٣٣)، ابن سعد (٣/ ٤٨٧)، طبقات خليفة (٩٠)، التاريخ الكبير (٣/ ٩٣)، معجم الطبراني (٣/ ٢٥٦)، المستدرك (٣/ ٢٠٨)، الاستبصار (٥٩ - ٦٠)، الاستيعاب (١/ ٣٠٦)، أسد الغابة (١/ ٤٢٩)، تاريخ الإسلام (٢/ ٢١٥)، مجمع الزوائد (٩/ ٣١٣)، الإصابة (٢/ ١٩٠).
(٥) نهاية الصفحة [٩٣ - أ].
(٦) في (ب): فتبادرونه.