المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[خروج الإمام علي # إلى صفين]

صفحة 311 - الجزء 1

  فما تجعل لي إن شايعتك على ما تسمع من الغرر والخطر⁣(⁣١)؟

  وفي حديث [غير] عمر بن سعد أنه قال: يا أبا عبد الله، إني أكره أن تحدث العرب أنك دخلت في هذا الأمر⁣(⁣٢) لغرض دنيا.

  قال عمرو: دعني منك⁣(⁣٣) فإن ما مثلي لا يخدع، لأنا أكيس من ذلك فما تعطيني؟

  قال: مصر طعمة.

  قال: فخرج عمرو من عنده، فقال له ابناه: ما صنعت؟

  قال: أعطاني مصرا.

  قالا: وما مصر في ملك العرب.

  قال: لا أشبع الله بطونكما إن لم تشبعا بمصر⁣(⁣٤).

[خروج الإمام علي # إلى صفين]

  ثم إن أمير المؤمنين⁣(⁣٥) «علي بن أبي طالب #»⁣(⁣٦) أمر مناديه فنادى في الناس أن


(١) انظر الخبر وما دار بين عمرو بن العاص وبنيه محمد وعبد الله في كتاب: وقعة صفين ص (٣٤، ٣٥، ٣٧،) وما بعدها.

(٢) في (أ، ب، د): أنك دخلت هذا الأمر.

(٣) في (ب، ج): دعني عنك.

(٤) الخبر أورده ابن مزاحم في وقعة صفين (ص ٣٨)، وابن أبي الحديد في شرح النهج (٢/ ٦٥) ط (٢) وفي طبعة مكتبة الحياة (١/ ٣٢٠)، ولفظه: قال نصر: وفي حديث غير عمر بن سعد قال: قال له معاوية: يا أبا عبد الله إني أكره أن يتحدث العرب عنك أنك إنما دخلت في هذا الأمر لعرض الدنيا قال: دعني عنك. قال معاوية: إني لو شئت أن أمنيك وأخدعك لفعلت. قال عمرو: لا لعمر والله ما مثلي يخدع لأنا أكيس من ذلك. قال معاوية: ادن مني برأسك أسارك، قال: فدنا منه عمرو يساره فعض معاوية أذنه وقال: هذه خدعة، هل ترى في بيتك أحدا غيري وغيرك. وقد جرى بعد ذلك حوار طويل بين معاوية وعمرو بن العاص في وجود عتبة بن أبي سفيان؛ إذ قال عتبة: أما ترضى أن تشتري عمرا بمصر إن هي صفت لك ... إلخ، فلما سمع معاوية قول عتبة أرسل إلى عمرو وأعطاها إياها قال: فقال عمرو: ولي الله عليك بذلك شاهدا، قال له معاوية: نعم لك الله عليّ بذلك لئن فتح الله علينا الكوفة، قال عمرو (والله على ما نقول وكيل)، قال: فخرج عمرو ومن معه من عنده فقال له ابناه: ما صنعت قال: أعطانا مصر طعمة، قالا: وما مصر في ملك العرب، قال: لا أشبع الله بطونكما إن لم تشبعكما مصر، قال: فأعطاه إياه وكتب له كتابا.

(٥) نهاية الصفحة [١٥٥ - أ].

(٦) ساقط في (أ).