المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[حوار ومساءلة بين عمر وابن عباس]

صفحة 276 - الجزء 1

[حوار ومساءلة بين عمر وابن عباس]

  [١٣٣] أخبرنا⁣(⁣١) ابن الهيثم بإسناده عن ابن عباس قال: دخلت على عمر بن الخطاب - وكان لي مكرما، وكان يلحقني⁣(⁣٢) بعلية الرجال - فتنفّس يوما تنفس الصعداء ظننت أن أعضاءه ستنقصف، فأردت مساءلته، فتمثلت له بأبيات من شعر نابغة، قال قلت: قاتل الله نابغة بني ذبيان حين يقول⁣(⁣٣):

  فإن يرجع النعمان نفرح ونبتهل ... ويأت معدا غيثها وربيعها

  ويرجع إلى غسان ملك وسؤدد ... وتلك المنى لو أننا نستطيعها

  وإن يهلك النعمان بعد مطيه ... ويحيا في خوف العنان فطوعها

  وتنحط حصان آخر الليل بحطة ... تقضب منها أو تكاد ضلوعها

  على إثر خير الناس إن كان هالكا ... وإن كان في جنب الفراش ضجيعها

  قال: يا بن عباس، كأنك ترى أن صاحبك لها أهل؟!

  قال: قلت: أوليس لها أهل في قرابته⁣(⁣٤) وصهارته وسابقته؟

  قال: بلى، ولكنه امرؤ فيه دعابة.

  قال: فعبد الرحمن بن عوف.


(١) السند لعله: حدثنا علي بن محمد بن الهيثم السعدي، قال: حدثنا أبو علي الحسن بن الفرج الغزاء، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثنا مالك عن موسى بن عقبة، عن كريب مولى ابن عباس، عن ابن عباس.

(٢) نهاية الصفحة [١٢٧ - أ].

(٣) هو: زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطاني المضري أبو أمامة شاعر جاهلي (... نحو ١٨ ق هـ / ... نحو ٦٠٤ م). من الطبقة الأولى من أهل الحجاز كانت تضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ فتقصده الشعراء فتعرض عليه أشعارها وكان خطب عند النعمان بن المنذر، حتى شبب في قصيدة له بالمتجردة - زوجة النعمان - ففر النابغة ووفد على الغسانيين بالشام وغاب زمنا، ثم رضي عنه النعمان، فعاد إليه، وشعره كثير، انظر: الأعلام (٣/ ٥٤ - ٥٥)، الأغاني (١١/ ٣) وما بعدها، نهاية الأرب (٣/ ٥٩)، وفيه سمّاه زياد بن عمرو، الشعر والشعراء (٣٨)، خزانة الأدب للبغدادي (١/ ٢٨٧، ٤٢٧) (٤/ ٩٦)، قصة الأدب في الحجاز في العصر الجاهلي (٦٣١) وما بعدها.

(٤) في (ب، ج): أو ليس لها بأهل في قرابة.