المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[قصة أصحاب الفيل]

صفحة 96 - الجزء 1

[قصة أصحاب الفيل]

  وسار أبرهة، فكان من أمره ما قصّ الله تعالى في قوله: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ...} إلى قوله: {تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ}⁣[الفيل: ١ - ٥].

  فكان ابن عباس يحدث أنه رأى في منزل أم هانئ بنت أبي طالب من تلك الحجارة نحو قفيز⁣(⁣١)، وإذا هي مثل بعر الغنم أو أصغر، مخططة بحمرة كمثل الجزع اليماني⁣(⁣٢).

[مولده صلى الله عليه وآله سلم]

  [٥] أخبرنا عبد الله بن محمد بن المبارك الجوزجاني قال: حدثنا الحسن بن العلاء قال: حدثنا ابن نمير، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن المطلب بن عبد الله بن قيس بن مخرمة، عن أبيه عن جده قال: ولدت أنا ورسول الله عام الفيل فكنا لدين⁣(⁣٣).

  قال ابن إسحاق: وكان رسول الله ÷ عام عكاظ⁣(⁣٤) ابن عشرين سنة⁣(⁣٥).


(١) القفيز: مكيال كان يكال به قديما، ويختلف مقداره في البلاد، ويعادل بالتقدير الحديث نحو (١٦ كجم)، والقفيز من الأرض نحو (١٤٤) ذراعا.

(٢) الجزع: ضرب من العقيق.

(٣) اختلف في مولد رسول الله ÷ فذكر أنه كان في شهر ربيع الأول، وهو المعروف، وقيل: كان مولده في رمضان. انظر: السيرة الحلبية (١/ ٥٣ - ٧٨)، السيرة النبوية لابن هشام (١/ ١٦٧ - ١٦٨)، طبقات ابن سعد (١/ ٨٠ - ٨٣)، دلائل النبوة (١/ ٧١ - ٧٩). قال ابن إسحاق: ولد رسول الله ÷ يوم الاثنين عام الفيل لاثني عشر ليلة خلت من شهر ربيع الأول، والخبر المروي عن قيس بن مخرمة أخرجه الترمذي في المناقب (٥/ ٥٨٩)، وأحمد في مسنده (٤/ ٢١٥)، وهو في سيرة ابن هشام (١/ ١٧١)، وابن سعد (١/ ١٠١)، البداية والنهاية (٢/ ٢٦١)، ودلائل النبوة لأبي نعيم (٢٠)، دلائل النبوة للبيهقي (١/ ٧٦) وصححه المسعودي والسهيلي. ولدين: يقال فلان لدة فلان إذا ولد معه في وقت واحد، وقيل: ولد بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول عام حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنو شروان، والموافق العشرين، أو الثاني والعشرين من شهر إبريل سنة (٥٧١ م)، الرحيق المختوم صفي الرحمن المباركفوري ص (٥٣).

(٤) عام عكاظ: هو عبارة عن حرب الفجار التي قامت قبل الإسلام، والفجار: بمعنى المفاجرة، كالقتال والمقاتلة، وذلك أنه كان قتالا شديدا في الشهر الحرام ففجروا فيه جميعا فسمي الفجار، وقد كانت للعرب فجارات أربع آخرها فجار البراض، انظر: سيرة ابن هشام (١/ ١٩٥ - ١٩٨)، العقد الفريد انظر الجزء الخاص بفهارسه ص (١٩١) مادة: (عكاظ)، الأغاني ط / بولاق (١٩/ ٧٤ - ٨٠)، سيرة ابن إسحاق (٢٥ - ٢٨)، البداية والنهاية (٢/ ٢٥٩ وما بعدها).

(٥) سيرة ابن إسحاق ص (٢٥).