[نعته وصفته وبعض أحواله ÷]
[نعته وصفته وبعض أحواله ÷]
  [٤٣] أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم بن شنبذا بإسناده عن الحسن بن علي # قال ابن شاكر: وحدثنا أبو علي الحسن بن بشر بإسناده عن الحسن بن علي # أيضا، قال: سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي؛ وكان وصّافا عن حلية النبي ÷، فقال: كان فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر، أطول من المربوع(١) وأقصر من المشذب عظيم الهامة، رجل الشعرة، إذا انفرقت(٢) عقيقته فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنه إذا هو وفّره، أزهر اللون، واسع الجبين، أزج الحواجب سوابغ في غير قرن، بينهما عرق يدره الغضب، أقنى العرنين، له نور يعلوه، يحسبه من لم يتأمله، أشم، كثّ اللحية سهل الخدين، ضليع الفم، أشنب، مفلج الأسنان، دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق، بادنا، متماسكا، سوي البطن والصدر، عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين، ضخم الكراديس، أنور المتجرد، موصول ما بين متنته والسرة شعر يجري كالخيط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك، سبط القضب، ششن الكفين والقدمين، أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين رحب الراحة، سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين(٣) ينبو عنهما الماء. إذا زال قلعا يخطو تكفيا، ويمشى الهوينا، ذريع المشية(٤)، إذا مشى كأنما ينحطّ من صبب، وإذا التفت جميعا، خافض الأطراف، نظره إلى
(١) في (أ، ب، ج): الربوع.
(٢) في (ج): إن انفرقت.
(٣) نهاية الصفحة [٥٠ - أ] وفي رواية: مسيح الصدر.
(٤) المشذب البائن الطول في النحافة، والعقيقة: شعر الرأس، والحاجب الأزج: المقوس الطويل الوافر الشعر، والقرن: اتصال شعر الحاجبين، وأقنى العرنين: أي الأنف المرتفع وسطه وشديد حمرته، ومفلج الأسنان: أي متفرق الأسنان، والكراديس: روس العظام. (إذا زال قلعا ...) كذا في الرواية، والتقلع رفع الرجل بقوة والتكفؤ كذا بالهمزة، وهو الميل إلى سن المسنى أو قصده والهون والهوينا الرفق والوقار، والذريع الواسع الخطا أي أن مشيه يرفع فيه رجليه بسرعة ويمد خطوه، خلاف مشية المحتال، ويقصد سمته وكل ذلك برفق وتثبت دون عجلة.