المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[حرب الجماجم (الملحمة الكبرى)]

صفحة 381 - الجزء 1

  وحارثة بن مضرب⁣(⁣١) وحريش بن قدامة⁣(⁣٢)، وسموا الحسن بن الحسن الرضى.

  وخرج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث حتى وافى فارس، وجمع الناس من العرب والعجم والموالي حتى اجتمع له مائة ألف، ووافى البصرة واستقبله الحجاج بن يوسف واشتد القتال بينهم، ثلاث سنين حتى كان بينهما سبعون وقعة أو خمس وسبعون وقعة، كل ذلك على الحجاج سوى وقعتين، وقتل بينهما خلق كثير، وتقوّى أمر ابن الأشعث ودخل الكوفة، واجتمع إليه حمزة بن المغيرة بن شعبة⁣(⁣٣)، وقدامه الضبي⁣(⁣٤) وابن مصقلة الشيباني في جماعة الفقهاء والقراء، فقالوا له⁣(⁣٥): أظهر اسم الرجل⁣(⁣٦) فقد بايعناه ورضينا به إماما ورضا فلما كان يوم الجمعة خطب عليه، حتى إذا كان يوم الجمعة الثانية أسقط اسمه من الخطبة.

[حرب الجماجم (الملحمة الكبرى)]

  قال: وقدم الحجاج بن يوسف، فكانت حرب الجماجم الملحمة الكبرى⁣(⁣٧) التي انهزم فيها


(١) هو حارثة بن مضرب الكوفي، روى عن عمر وعلي # روي عنه أبو إسحاق السبيعي. الجرح والتعديل (٣/ ٢٥٥ ت ١١٣٧).

(٢) هو حريش بن قدامة الضبعي، بصري، روى عن أبي جبرة الضبعي روى عنه النضر بن شمل وعبد الصمد بن عبد الوارث وحرمي بن عمارة، قال صاحب الجرح: لا بأس به. كما روى عنه مسلم بن إبراهيم، الجرح والتعديل (٣/ ٢٩٣ ت ١٣٠٥).

(٣) هو حمزة بن المغيرة بن شعبة، روى عن أبيه روى عنه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وعباد بن زياد، وبكر بن عبد الله المزني، انظر: الجرح والتعديل (٣/ ٢١٤ ت ٩٤١). تهذيب التهذيب (٣/ ٣٣ ت ١٦٠٨).

(٤) هو قدامة بن حماطة الضبي كوفي. روى عن خالد بن منجاب، عن زياد بن جدير وروى عن عمر بن عبد العزيز روى عن الثوري وجرير وسوار الشقري، الجرح والتعديل (٧/ ١٢٧ - ١٢٨ ت ٧٢٨).

(٥) نهاية الصفحة [٢٠٦ - أ].

(٦) في (ب، ج): أظهر اسم الرجل.

(٧) الجماجم هي الوقعة التي كانت بين عبد الرحمن بن الأشعث، والحجاج بن يوسف الثقفي، وكان الغالب فيها الحجاج بن يوسف، وقتل فيها عدد كثير من القراء، وكانت سنة (٨٣ هـ أو ٨٢ هـ). والجماجم موضع بظاهر الكوفة على سبعة فراسخ فيها.