المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[بيعته وبعض من أخباره]

صفحة 515 - الجزء 1

  السبب الذي استحق به علي # التقدم والأثرة، فنسبوا له ذلك حتى أثبتوا لعلي الوصية، ولولده من بعده.

  فقال نصر: فهل في ولده اليوم من يقوم بالولاية؟

  قالوا: أكثرهم محتمل، وآيس⁣(⁣١)، ولكن أشدهم احتمالا لها للفضل ثلاثة: عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن، وأحمد بن عيسى بن زيد بن علي، ومحمد بن إبراهيم بن إسماعيل⁣(⁣٢)، فأما أحمد وعبد الله فرجلان قد شغلا بالنسك والعبادة وخلعا الدنيا من أعناقهما، وتخليا من الناس فليس أحد يعرف مكانهما، ولا يقدر على⁣(⁣٣) الوصول إليهما إلّا بنوهما.

  وأما محمد فملازم بيته مقبل على صلاته وصيامه يحضر الموسم، ويشهد المشاهد ويقضي الحقوق، وهو أخلق أهل بيته للحركة، وقد شهد الموسم، فلما كثر من يغشاه من الناس تخوف الفتنة واستتر⁣(⁣٤).

  قال: فمن يصل إليه؟

  قالوا: مولى له يلي خدمته، ويختلف في حوائجه، يقال له موفق⁣(⁣٥).

[بيعته وبعض من أخباره]

  [٤٠] قال أبو العباس الحسني بإسناده هذا⁣(⁣٦) عن نصر بن مزاحم المنقري⁣(⁣٧)، عن موفق


(١) في (ب): ويائس.

(٢) نهاية الصفحة [٣٠٨ - أ].

(٣) في (أ، ب): إلى.

(٤) في (ب، ج، د): فاستتر.

(٥) انظر: مقاتل الطالبيين (٤٢٤) وما بعدها، الطبري (١٠/ ٢٢٧)، مروج الذهب (٢/ ٢٢٤)، ابن الأثير (٦/ ١١١ - ١١٤).

وأمّا موفق: فهو مولى صاحب الترجمة، كان يلي خدمته ويختلف في حوائجه، أي بمعنى آخر خادمه.

(٦) أي بإسناده الأول في الرواية السابقة عن نصر بن مزاحم.

(٧) ساقط في (أ، ب، د).