[خروجه #]
[خروجه #]
  [٣٧] روى أبو العباس الحسني ¥ عن رجالة، قال: لما انفلت إدريس بن عبد الله من وقعة فخ فصار إلى مصر وعلى بريدها واضح مولى صالح(١) بن أبي جعفر، وكان يتشيع، فحمله على البريد إلى أرض طنجة فخرج بها، فلما أفضت الأمور إلى هارون بعد أخيه موسى ضرب عنق واضح صبرا ودس إلى إدريس الشماخ اليماني(٢) مولى أبيه المهدي، وكتب له إلى ابن الأغلب عامله على إفريقية فخرج حتى صار إلى إدريس فذكر أنه متطبب، وأنه من شيعتهم، فشكا إليه إدريس وجعا يجده في أسنانه فأعطاه سنونا(٣)، وأمره أن يستن به من عند الفجر وهرب تحت الليل(٤)، فلما طلع الفجر استن إدريس بالسنون فقتله، فلما اتصل الخبر بهارون ولى الشماخ بريد مصر، وقال في ذلك شاعرهم(٥):
  أتظن يا إدريس أنك مفلت ... كيد الخليفة أو يقيك فرار
  فليدركنّك أو تحل ببلدة ... لا يهتدي فيها إليك نهار
  ملك كأن الموت يتبع أمره ... حتى يقال تطيعه الأقدار
  [٣٨] [حدثنا أبو العباس الحسني قال: حدثنا أبو زيد العلوي قال]: قال محمد بن منصور المرادي: قلت لأحمد بن عيسى بن زيد #: حدثني رجل عن أبي الرعد عن أبي البركة عن هرثمة، عن هارون الملقب بالرشيد أنه أعطى سليمان بن جرير(٦) مائة ألف درهم على أن
(١) نهاية الصفحة [٣٠٥ - أ].
(٢) في (ب): اليمامي وهو مولى المهدي، وكان طبيبا، انظر مقاتل الطالبيين (٤٠٨)، والطبري (٦/ ٤١٦)، الكامل (٥/ ٧٦).
(٣) راجع مقاتل الطالبيين ص (٤٨٠).
(٤) في (أ، ب، ج): وهرب من تحت الليل.
(٥) نسب لأبيات الطبري في تأريخه (٦/ ٤١٦) للهنازي، وفي مقاتل الطالبيين (٤٠٨) قال ابن عمار: وهذا شعر عندي يشبه شعر أشجع السلمي وأظنه له، الحدائق الوردية (١/ ١٩٧)، وجذوة الاقتباس (١/ ٢٣)، وقال في أعيان الشيعة: من العجيب أن يظن أنه له - أشجع - وأشجع من شيعة آل أبي طالب، لا يمكن أن يقول مثل هذا الشعر، ولم ينقل الأخفش أنه لابن حفصة المعلوم حاله في ولاة العباسيين وعداوة العلويين، وقال أبو الفرج: هذا الشعر لمروان بن أبي حفصة أنشدنيه علي بن سليمان الأخفش له، أعيان الشيعة (٣/ ٢٣٠).
(٦) انظر: الوافي (١٥/ ٣٦٠)، مقاتل الطالبيين ص (٤٠٧، ٤٠٩)، تاريخ الطبري (٦/ ٤١٦).