المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[تزويج والده صلى الله عليه وآله سلم]

صفحة 92 - الجزء 1

  ابن شهاب⁣(⁣١)، عن أبي سلمة عن عائشة أن رسول الله قال: «قال لي جبريل #: قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلا أفضل من محمد ÷ وقلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد⁣(⁣٢) بني أب أفضل من بني هاشم»⁣(⁣٣).

[تزويج والده صلى الله عليه وآله سلم]

  [٣] أخبرنا عمر بن أبي سلمة الخزاعي قال: حدثنا بدر بن الهيثم قال: حدثنا علي بن حرب قال حدثنا محمد بن عمارة القرشي، عن مسلم بن خالد، عن ابن جريج، عن عطاء عن ابن عباس قال: لما خرج عبد المطلب بن هاشم بابنه عبد الله ليزوجه، مرّ به على كاهنة من أهل تبالة⁣(⁣٤) قد قرأت الكتب كلها متهوّدة، يقال لها: فاطمة بنت⁣(⁣٥) مر الخثعمية، فرأت نور النبوة في وجه عبد الله، فقالت له: يا فتى هل لك أن تقع عليّ الآن وأعطيك مائة من الإبل⁣(⁣٦)؟


(١) ورد الاسم في الأصل: أبي شهاب.

(٢) في (ج): يجد.

(٣) أخرجه الهيثمي في مجمع الزوائد (٨/ ٢١٧)، وعزاه للطبراني في الأوسط، وقال: فيه موسى بن عبيدة الزيدي وهو ضعيف، قال أحمد: هذه الأحاديث - أي المروية في شرف أصل النبي ÷ وإن كان في روايتها من لا تصح به، فبعضها يؤكد بعض، ومعنى جميعها يرجع لما روينا عن واثلة بن الأسقع وأبي هريرة، دلائل النبوة (١/ ١٧٦)، والقندوري في ينابيع المودة (١/ ١٥)، وأخرجه أيضا القاضي عياض في الشفاء، وأبو نعيم في الحلية (١/ ١٥).

(٤) تبالة: في الحجاز في طريق مكة من اليمين وبينهما أربع مراحل وهي قرية صغيرة بها عيون متدفقة ومزارع ونخل، كان بها في الجاهلية صنم لدوس وخثعم. انظر نزهة المشتاق ق (٥٤) معجم البلدان لياقوت، معجم ما استعجم مادة (تبالة)، الروض المعطار ص (١٢٩).

(٥) نهاية [٧ - أ].

(٦) في بعض الروايات: ثم انصرف عبد المطلب آخذا بيد عبد الله، فمر به فيما يزعمون على امرأة من بني أسد بن عبد العزى بن قصي وهي عند الكعبة، فقالت له حين نظرت إلى وجهه: أين تذهب يا عبد الله؟ فقال: مع أبي. قالت: لك عندي من الإبل مثل الذي نحرن عنك، وقع علي الآن، فقال لها: إن معي أبي الآن أي أنه أبدى موافقته والعياذ بالله وأنه عندئذ قال: لا أستطيع خلافه ولا فراقه ولا أريد أن أعصيه شيئا ... إلخ. انظر: الطبري (٢/ ٦)، دلائل النبوة (١/ ١٠٢ - ١٠٤)، والرواية تتضمن موافقة ضمنية منه على الزنا، ويظهر ذلك من خلال قوله: إن معي أبي الآن ... إلخ. وهذا يتناقض ويتنافى مع الأحاديث الصحيحة الدّالة على طهارة وشرف نسب الرسول الأعظم، والخبر لا سند له يؤيده، وقد تناقلته كثير من كتب السير وفي رأينا أن هذه الرواية مما دسه أعداء الإسلام.