[ثانيا: قصة بقرة بني سالم]
  لا إله إلّا الله تدخلوا الجنة، جنة المأوى، فو الله ما شعرنا إلّا بآل ذريح قد أقبلوا حتى وقفوا على رسول الله ÷، وأسلموا على يديه، فكانوا أول العرب إسلاما.
  وكنت عنده ÷ إذ أتاه ثلاث بهائم فسلموا عليه: بقرة وجمل وذئب.
[ثانيا: قصة بقرة بني سالم]
  أما البقرة فكانت في نخل بني سالم(١)، فلما بصرت برسول الله أقبلت إليه تلوذ به.
  فقالت: يا بني سالم جاءكم رسول رب العالمين، أحاكمكم(٢) إليه فإنه قاضي الله في أرضه(٣) ورسوله إلى خلقه، ثم قالت البقرة: يا رسول الله، وضعت لهؤلاء اثني عشر بطنا، واستغنوا بي فأكلوا(٤) من زبدى وشربوا من ألباني، ولم يتركوا نسلي، وهم الآن يريدون ذبحي، فآمن بنوا سالم، وقالوا: والذي بعثك بالحق ما نريد معها شاهدا.
[ثالثا: قصة الذئب]
  وأما الذئب فإنه أقبل إلى رسول الله فشكى إليه الجوع وقال: يا رسول الله، إنما بعثك الله رأفة ورحمة، وليحيي بك العباد والبلاد فاقسم لي شيئا(٥) أناله، فدعا النبي ÷ الرعاة وقال: «افرضوا للذئب شيئا». فبخلوا ولم يفعلوا، ثم عاد فشكى عليه من الغد الجوع وأعاد الكلام، فدعا ÷ الرعاة ثانيا وقال: «افرضوا للذئب شيئا» فلم يفعلوا(٦)، ثم عاد إليه من الغد.
(١) بنو سالم: قسم من حرب إحدى العشائر النجدية التي تتجول في نجد وتدخل العراق، وقيل: بنو سالم فرع من قبيلة حرب بين مكة والمدينة، وهم فرعان: بنو ميمون والمراوحة المشهورون بالحوازم، وفي الرحلة الحجازية: بنو سالم من قبائل نجد بين المدينة وقصيم، والنخيل: اسم جنس النخلة، قيل: موضع بنجد من أرض غطفان مذكورة في غزاة ذات الرقاع، ولعل المقصود بها هنا الموضع القريب من مكة بالحجاز فيه نخل وكروم. انظر: معجم قبائل العرب (٢/ ٤٩٦)، معجم البلدان (٥/ ٢٧٦، ٢٧٧).
(٢) في (ب): لأحاكمنكم.
(٣) في (أ، ج، د): الأرض.
(٤) في (ب): واستغنوا بي أكلوا.
(٥) نهاية الصفحة [٣٨ - أ].
(٦) في (د): فبخلوا ولم يفعلوا، انظر: شفاء القاضي عياض (١/ ٣١٠ - ٣١٣)، الخصائص للسيوطي (٢/ ٦١ - ٦٣)، مناقب أمير المؤمنين للكوفي (١/ ٤٧ - ٥١)، وفي رواية عن ابن عباس غير ما هنا.