المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[أبو السرايا ومواقفه مع صاحب الترجمة]

صفحة 522 - الجزء 1

  واستعن بها على أمرك، فأبى محمد أن يقيله وامتنع من قبول ما بذله⁣(⁣١) ورجع مغضبا، فأنشأ يقول:

  سنغني بعون الله عنك بعصبة ... يهشون للداعي⁣(⁣٢) إلى أرشد الحق

  ظننت بك الحسنى فقصرت ... وأصبحت مذموما وفاز ذوو

[أبو السرايا ومواقفه مع صاحب الترجمة]⁣(⁣٣)

  قال نصر بن مزاحم: حدثني الحسن بن خلف⁣(⁣٤) قال: كنت ممن شخص مع محمد # إلى نصر بن شبيب، فلما بلغنا في رجعتنا إلى غانات⁣(⁣٥)، قال: إن بهذه الناحية رجلا أعرابي المنشأ علوي الرأي صادق النية في محبتنا أهل البيت المعروف بأبي السرايا، فالتمسوه⁣(⁣٦) لي لعلنا نستعين به على بعض أمرنا، ونكثر به جماعتنا، فخرجنا في طلبه فما وجدنا⁣(⁣٧) أحدا من أهل تلك الناحية يعرفه، ولا يخبر بخبره، فلما أردنا الانصراف لقينا رجل من أنباط⁣(⁣٨) تلك الناحية فسألناه عنه، فقال: أما الرجل الذي تطلبونه فلا أعرفه، ولكن في هذه القرية؛ وأومأ بيده إلى بعض قرى غانات أعرابي يعلف أفرسا له، فأتوه لعلكم تجدون عنده علما من صاحبكم.


(١) في (ب، ج، د): دونها.

(٢) في (د): يمشون إلى الداعي.

(٣) انظر: الأعلام (٣/ ٨٢)، البداية والنهاية (١٠/ ٢٤٤)، والطبري (٧/ ١١٨) وما بعدها، الكامل (٥/ ١٧٤، ١٧٥، ١٧٦، ١٧٧، ١٧٨، ١٧٩، ١٩٠)، مقاتل الطالبيين ص (٤٢٩، ٤٤٦) وما بعدها، مروج الذهب (٢/ ٢٢٤)، ومراجع أخرى عديدة تناولت التاريخ الإسلامي، خصوصا زمن صاحب الترجمة.

(٤) في (ب، ج): الحسين بن خلف.

(٥) انظر: الأنساب للسمعاني (٤/ ١١٩)، الروض المعطار (٤٢٥ - ٤٢٦)، معجم البلدان (٤/ ١٨٤)، ولعل فيها تصحيف.

(٦) نهاية الصفحة [٣١٥ - أ].

(٧) في (ب، ج): عرفنا.

(٨) في (أ، د) أبناء. والأنباط: شعب شامي، كانت له دولة في شمالي الجزيرة العربية، وعاصمتهم سلع، وتعرف اليوم بالبتراء، وأيضا المشتغلون بالزراعة، وقد استعمل أخيرا في أخلاط الناس من غير العرب، المعجم الوسيط (٨٩٨).