المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[ثانيا: عرضه ÷ نفسه على القبائل وأول اجتماع له بالأنصار]

صفحة 221 - الجزء 1

  حرب بغلام له أسود يدعى ريحان، «وبعثه»⁣(⁣١) خلفه ليقتله، فخرج ولحق سويدا بعقبة الطائف، فدلى عليه حجرا فقتله رحمة الله عليه.

  فقال النبي ÷: «ما لريحان قطع الله يده عاجلا».

  فاستقبله جمل بمكة لبني عوف فالتقم يده اليمنى حتى قطعها من المرفق، ولم ير قادمه حتى مات.

[ثانيا: عرضه ÷ نفسه على القبائل وأول اجتماع له بالأنصار]⁣(⁣٢)

  فلم يزل # بمكة يعرض نفسه في المواسم وبمنى على القبائل، حتى إذا أراد الله تعالى إعزاز دينه خرج ÷ يعرض نفسه كما كان يصنع، فبينما هو عند العقبة إذ بستة نفر من الخزرج من المدينة، فدعاهم إلى الله وتلا عليهم القرآن.

  قال بعضهم لبعض: أتعلمون!؟ والله إنه النبي الذي وعدكم أهل الكتاب. فأجابوه وآمنوا به، وانصرفوا إلى يثرب⁣(⁣٣) وتحدثوا بأمره ÷(⁣٤).


(١) في الأصل: وبعثه، والصحيح ما أثبتناه لاستقامة المعنى.

(٢) كان عرضه ÷ نفسه على القبائل من العرب بقصد حمايته ومناصرته على ما جاء به من الحق المبين، وكان ~ وعلى آله قد أخفى رسالته ثلاث سنوات ثم صدع بها في الرابعة، ودعا إلى الإسلام عشر سنين يوافي الموسم كل عام يتبع الحجاج في منازلهم بمنى. انظر: السيرة الحلبية (٢/ ٢ - ٤١)، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٤٢٢) وما بعدها، الثقات لابن حبان (١/ ٨٩ - ٩١)، بهجة المحافل (١/ ١٢٨)، سيرة ابن هشام (٢/ ٦٣ - ٦٩)، حياة محمد هيكل (١٥٢)، السيرة النبوية لدحلان (١/ ١٤٧)، الروض الأنف (١/ ١٨٠)، البداية والنهاية (٣/ ١٣٩، ١٤٠)، دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٠)، حياة الصحابة للكاندهلوي (١/ ٦٩ - ٨٦)، (وينظر فهارسه)، البداية والنهاية (٣/ ١٣٨) وما بعدها.

(٣) نهاية الصفحة [٩٢ - أ].

(٤) في سيرة ابن هشام: قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلمون والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود فلا يسبقنكم إليه. سيرة ابن هشام (٢/ ٧٠). والستة النفر من الخزرج انظر: سيرة ابن هشام (٢/ ٧١ - ٧٣)، السيرة الحلبية (٢/ ١٤) وما بعدها، حياة الصحابة للكاندهلوي (١/ ٧٩ - ٨١) دلائل النبوة لأبي نعيم (١٠٥)، دلائل النبوة للبيهقي (٢/ ٤٣٠) وما بعدها، طبقات ابن سعد (١/ ٢١٩)، تاريخ الطبري (٢/ ٨٦)، تاريخ الإسلام للذهبي (٢/ ١٩٢)، البداية والنهاية (٣/ ١٤٥).