المصابيح في سيرة الرسول وآل البيت،

أبو العباس أحمد الحسني (المتوفى: 366 هـ)

[رؤيا هند بنت عتبة]

صفحة 314 - الجزء 1

  وذكر عن أبي جعفر # أن أمير المؤمنين (~) يوم الجمل كان في خمسة عشر ألفا، وطلحة والزبير وعائشة في ستة وثلاثين ألفا، فما كان إلا ثلاث ساعات أو أربع حتى قتل من الفريقين زهاء عن نيف وعشرين ألفا، وقتل الزبير عمرو بن جرموز الخارجي⁣(⁣١) بوادي السباع⁣(⁣٢)، فلما انهزم أصحاب الجمل بعث علي # ابن عباس إلى عائشة في خمسين نسوة من أهل البصرة يأمرها بالانصراف إلى بيتها بالمدينة الذي تركها فيه رسول الله، وقال: قل لها: إن الذي يردها خير من الذي يخرجها، ثم نادى مناديه: لا تجهزوا⁣(⁣٣) على جريح ولا تتبعوا مدبرا، ولا تقتلوا شيخا فانيا، ولا امرأة، ومن دخل داره وألقى سلاحه فهو آمن، وما حوت المنازل والدور فهو ميراث؛ وإنما فعله⁣(⁣٤) ذلك لأنه لم يكن لهم فيؤه.

[رؤيا هند بنت عتبة]

  [١٦١] أخبرنا علي بن داود بن نصر بإسناده عن ابن عباس عن عائشة⁣(⁣٥) قالت: جاءت هند⁣(⁣٦) بنت عتبة إلى النبي ÷ بعد ما أسلمت فقالت لعائشة: يا بنت أبي بكر إني رأيت رؤيا هالتني، أحببت أن يعبرها لي رسول الله.

  فقالت عائشة: يأتي رسول الله فيفسرها لك.

  قالت لها هند: فلا تعلمي رسول الله أني رأيت الرؤيا⁣(⁣٧) فإني أخفي عنه جسمي، فجاء


(١) عمرو بن جرموز: قال ابن أبي الحديد: وكان فاتكا وهو الذي قتل الزبير بوادي السباع بعد انصراف الزبير من حرب الجمل، انظر: شرح النهج (٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦) في الحواشي السابقة. وأعيان الشيعة (١/ ٤٥٦ - ٤٥٧).

(٢) وادي بين البصرة، ومكة بينه وبين البصرة خمسة أميال، انظر معجم البلدان (٥/ ٣٤٣).

(٣) في (أ) لا تجيزوا.

(٤) في (ب): فعل.

(٥) السند هو: أخبرنا علي بن داود بن نصر قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سلام قال: حدثنا أحمد بن راشد عن سعيد بن خيثم قال: حدثنا الوليد بن القاسم عن علي بن أبي طلحة عن كريب عن ابن عباس عن عائشة ... إلخ.

(٦) نهاية الصفحة [١٥٧ - أ].

(٧) في (ب، ج): إني أنا رأيت الرؤيا.